كشفت برقيات ''ويكيليكس'' الصادرة عن السفارات الأمريكية بمختلف دول العام حدة التنافس بين واشنطن والصين على الدول النامية. وحسب ما نشرته صحف أمريكية، فإن البرقيات تكشف تصاعد النفوذ الصيني العالمي خلال السنوات الأخيرة بالدول النامية من بينها الجزائر وتفيد هذه البرقيات التي تأتي من سفارات الولاياتالمتحدة عبر العالم النامي، أن هذه الأمور تشخص بوضوح أن بكين تحيط بها شكوك أقل مما تحيط بواشنطن. حيث تلعب ''لعبة قذرة'' على صعيد التجارة، وتفيد البرقيات أن لدى الصين برنامجا بقيمة نحو 600 مليون دولار للتنمية في بلدان عدة. وتظهر البرقيات ليس فقط عدد المجالات التي تصطدم فيها المصالح الأمريكية والصينية، وإنما كذلك الكثافة المتغيرة للتنافس التي تنتج عن ذلك. وذكرت برقية من سفارة الولاياتالمتحدة في نيروبي تتهم الشركات الصينية باللعب القذر ''إننا نتساءل عما إذا كانت بكين تغض النظر، ببساطة عن النشاطات القذرة للشركات الصينية، أم أنها تسهم بنشاط في المشكلة'' وأما في نيجيريا، فيرى المسؤولون الأمريكيون منفعة للصين بسبب قلة ما يحيط بها من الشكوك مقارنة بواشنطن. وذكر هؤلاء المسؤولون في برقيتهم من نيجيريا ''إن الصين في سعيها إلى تحقيق مصالحها الاقتصادية هنا، حرة في تجاهل حقوق الإنسان، والديمقراطية، والقضايا الأخرى التي تعمل على تعقيد العلاقة الأمريكية. أما في الجزائر فتظهر برقية صادرة عن السفارة الأمريكية اليأس نفسه في الشكوى، حيث ذكرت إحداها ''إن المنافسة بين الشركات الأمريكية والصينية سوف تستمر في الهيمنة على العلاقة الأمريكية الصينية في الجزائر'' و''هنالك أكثر من 40 ألف صيني يقيمون في الجزائر''. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 4 ,46 مليارات دولار العام 2009 بزيادة نسبتها 8,8 في المئة عن العام ,2008 في حين تبلغ قيمة الاستثمارات الصينية في الجزائر 900 مليون دولار بحسب السفارة الصينية في الجزائر. ويحرص المسؤولون الصينيون على إقامة علاقات تعاون ودي يكون قائما على المنفعة المتبادلة، وتعتبر الصين ثالث ممون للجزائر وزبونها الحادي عشر في سنة .2008 وكانت الصادرات الجزائرية نحو الصين خلال السنة نفسها (500 مليون دولار) تتشكل أساسا من المنتوجات البترولية والمعدنية بينما تتمثل وارداتها (حوالي 4 ملايير دولار) من منتوجات صيدلانية وغذائية ووفقا لإحصاءات وزارة التجارة الصينية، بلغت قيمة التجارة الثنائية 3.828 مليار دولار أمريكي في عام ,2007 بزيادة 83 بالمائة مقارنة مع عام ,2006 وارتفعت صادرات الصين إلى الجزائر إلى 2.688 مليار دولار، بينما سجلت وارداتها من ذلك البلد 1.140 مليار دولار وهناك نحو 40 شركة صينية كبيرة توسع الآن في الجزائر أعمالها، والتي تتدرج من تشييد الطرق والمباني والاتصالات والطاقة إلى موارد المياه والنقل.