دعا وزير الخارجية الصحراوي، محمد سالم ولد السالك، الاتحاد الأوروبي إلى الالتزام بقرارات محكمة العدل الأوروبية، التي منعت إبرام اتفاقيات مع المغرب تشمل الأراضي الصحراوية، وتساهم في نهب ثروات الجمهورية الصحراوية. وأكد ولد السالك، في ندوة صحفية نشطها بمقر السفارة الصحراوية بالجزائر، أن الاتحاد الأوروبي الذي ينتمي إليه كل من الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية، مطالب اليوم بالمساهمة في إرغام المغرب على التخلي عن احتلال أراضي الصحراء الغربية " لا يقبل أن يبقى الاتحاد الأوروبي متفرجا على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في حق الشعب الصحراوي في الوقت الذي يسعى فيه إلى شراكة مع الاتحاد الإفريقي وتحقيق نتائج ملموسة في ميادين السلم والأمن والتنمية المستدامة". في سياق آخر، تأسف المتحدث لموقف فرنسا المتعنت وإصرارها على مؤازرة الاحتلال المغربي للأراضي الصحراوية، غير أنه يعلّق آمالا على الرئيس الفرنسي الجديد، فرانسوا ماكرون، بحكم عدم انتمائه إلى جيل "العقدة الاستعمارية". وباعتقاد القيادة الصحراوية فهو أول رئيس فرنسي مؤهل للمساهمة في إنهاء العدوان على الشعب الصحراوي، من خلال الكف عن تأييد المغرب، وذلك بموقف صريح وعلني. من جانب آخر، أضاف الوزير الصحراوي، أن النهج الصبياني والمتعنت الذي يسلكه ملك المغرب أفقده مصداقيته أمام الرأي العام المغربي، وحتى افتراءاته حول دعم بعض الدول لسياسته في الصحراء الغربية أضحت مكشوفة لدى الجميع. ويرى منشط الندوة، أن مشاركة الجمهورية الصحراوية في القمة الخامسة للشراكة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي بأبيدجان إلى جانب المملكة المغربية تمت رغم الضغوط القوية الذي مارستها اللوبيات على البلد المضيف، وتأكد للمغرب وفرنسا أن الجمهورية الصحراوية حقيقة لا رجعة فيها، وإن لم يكن وارد أبدا انعقاد القمة من دون الجمهورية الصحراوية، كما انتصر الاتحاد الأوروبي في هذه القمة - يضيف منشط الندوة - عندما ابتعد عن الإملاءات الفرنسية المؤيدة للاحتلال والمتواطئة مع الظلم والعدوان، وعبرت وفود غالبية دوله عن سعادتها بلقاء الوفد الصحراوي ومصافحته وتهنئته. وأشار ولد السالك، أن انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي بعدما كان يشترط انسحاب الصحراء الغربية، يعد خطوة في الاتجاه الصحيح، ودليل إضافي على اقتناعه بعد عقود بأنه لا يمكن أن يغير الجغرافيا ولا الاتحاد الإفريقي، مؤكدا أن الجمهورية الصحراوية ووحدتها الترابية خطا أحمر، ونقول لملك المغرب إنه آن الأوان لإنهاء الاحتلال واحترام حدود جيرانه.