لم تمر سنة 2017 على شركة الخطوط الجوية الجزائرية مرور الكرام، بل كانت سنة عصيبة بكل ما تعينه الكلمة، كيف لا؟ والشركة أضحت مهددة بالإفلاس باعتراف المسؤول الأول عنها الرئيس المدير العام بخوش علاش. بخوش علاش، الذي جرى تعيينه على رأس "إير ألجيري" بداية العام 2017، لم يتمكن طيلة هذا العام من تحقيق أي نتيجة تذكر على مستوى الشركة، بل أضحت الخطوط الجوية الجزائرية خلال 2017 تسير من سيئ إلى أسوأ وباتت تواجه أزمة مزدوجة أساسها سوء الإدارة و التسيير من جهة، ومؤشرات قوية على تدهور خدماتها واتجاهها لفقدان القدرة التنافسية من جهة ثانية. فإسم الشركة خارج التصنيف العالمي، في الوقت الذي نرى فيه شركات جوية لدويلات صغيرة وصلت إلى العالمية في ظرف سنوات قليلة وذلك بسب إدراكها لحساسية المجال الجوي وأهميته في تطوير قطاع النقل في أي بلد. وحذرت تقارير عدة من أن هذا الوضع إذا استمر سيدفع بالشركة إلى الانهيار، وسيكبد الدولة المزيد من الخسائر في قطاع الطيران المتعثر. وعرفت الشركة خلال العام الجاري عدة فضائح مدوية، أبرزها تلك المتعلقة ببكرائها لطائرات بملايين الدولارات تم الاستغناء عنها في بعض الدول الأوروبية واستعمالها لضمان رحلات داخلية وخارجية. وتلك الفضائح المتعلقة بالتجاوزات المالية المسجلة بمديرية مخزن قطع غيار الطائرات وفضائح أخرى كثيرة. كما عرفت الشركة سلسلة من الاضطرابات الواسعة والتي أدت لتوقفها عن العمل مرات ومرات كثيرة، بسبب غياب ثقافة الاتصال و التواصل و الحوار بين الإدارة و العمال، ما أجج المشاكل داخل الشركة وأذهب روح الثقة وسط إطاراتها وعمالها. ويأتي كل هذا، رغم المساعي التي يبذلها وزير النقل و الأشغال العمومية عبد الغني زعلان من أجل النهوض بهذه الشركة و القطاع بشكل عام، ورغم تعليماته الواضحة بخصوص العمل على تحقيق التنافسية المطلوبة في المجال، و فتح المجال أمام المبادرة و الإبداع، و التحلي بثقافة الحوار لحل المشاكل، و الالتزام بالشفافية في التسيير و إعلاء المصلحة العامة للشركة.