شهدت اليوم مجمل مستشفيات الوطن حالة شلل تام، بفعل إضراب الأطباء الداخليين المتزامن مع الإضراب المفتوح للأطباء المقيمين. ونظمت هذه الفئة من الأسلاك الطبية مسيرة احتجاجية داخل مستشفى مصطفى باشا لمطالبة وزير القطاع بوضع حد للممارسات "التعسفية" لرؤساء المصالح، مع الدعوة إلى إعفائهم من مهام شاقة ملقاة على عاتقهم بصفة غير قانونية. مرة أخرى استنفرت قوات الشرطة عناصرها وقامت بتشكيل حزام امني حول المستشفى تحسبا لأي طارئ واستقر الأطباء رغم الجو البارد الذي ميز نهار أمس بالقرب من البوابة الرئيسية لمستشفى مصطفى باشا، رافعين شعارات تعكس تذمرهم من تدهور ظروف العمل، خصوصا في ظل استمرار إضراب المقيمين ولجوء المسؤولين إلى استخدامهم في أعمال متعبة للغاية لا علاقة لهم بها. علما أن الطبيب الداخلي يزاول دراسته في العلوم الطبية في السنة السابعة والأخيرة قبل الحصول على شهادة طبيب عام، ما يعني أنه غير مؤهل لتحرير وصفات للمرضى أو تعويض الطبيب المقيم في مكان عمله. وحسب ممثل عن التنسيقية الوطنية للأطباء الداخليين حديثة النشأة، الطبيب واعر احمد، فإن ثمة تجاوزات مسكوت عنها منذ زمن طويل "لكن بلغ السيل الزبى هذه المرة" بسبب إضراب الأطباء المقيمين الذي أدخلهم على حد تعبيره في دوامة من المعاناة اليومية سواء مع المرضى أو الإدارة أو رؤساء المصالح الذين حملوهم في الفترة الأخيرة أكثر من طاقتهم. ويضيف المتحدث في تصريح ل«البلاد" أن أي مخالفة للاوامر يعرض صاحبه إلى عدم التوقيع على تقرير التربص النهائي للطبيب وسيضطر نتيجة لهذا إلى إعادة السنة. ومن بين المسائل التي تثير سخط الأطباء الداخليين، قضية قيامهم بمهمة التنقل بين المصالح لإيصال ملفات المرضى والتحاليل أو البحث في الأرشيف لفائدة المسؤولين الطبيين والاهم من هذا كله تكليفهم بمصاحبة المريض في سيارة الاسعاف عند إحالته على مؤسسة استشفائية اخرى رغم المنع القانوني بحكم أن الطبيب الداخلي لا يستفيد من أي تأمين للقيام بهذه المهمة وسبق أن توفي طبيبين داخليين بولاية سطيف منذ سنوات في حادث سير عندما كان بصدد نقل مريض بواسطة سيارة إسعاف واثر هذه الحادثة اصدرت وزارة الصحة تعليمة تمنعهم من مرافقة أي مريض خارج اسوار المستشفى، غير أن الواقع يبين العكس، إذ أن الطبيب الداخلي يؤدي هذه المهمة اثناء الليل والنهار امام مرأى ومسمع الجميع. إلى جانب هذا، اشار المصدر إلى قضية المناوبات المتقاربة بمعدل مناوبة ليلية يجريها الطبيب الداخلي كل 5 ايام فباللاضافة إلى المشاكل الصحية المترتبة عن الاكثار من المناوبات، ندد المحتجون بغياب غرف المناوبة وحتى المراحيض تقفل مع مغادرة موظفي الادارة، الامر الذي يضطر المعنيين إلى تغيير ملابسهم في السيارة. وفي سياق متصل، يشتكي الاطباء الداخليين من غياب الامن داخل المستشفيات وقد تزايدت حالات الاعتداء عليهم يقول محدثنا تزامنا مع إضراب المقيمين وهم مصرين على استئناف الاضراب الاسبوع القادم ليومين إلى غاية استدعائهم من طرف وزير القطاع.