دعت الجزائر لتعاون دولي وإقليمي فعال بشأن موجات الهجرة واللجوء المرتبطة بحقوق الإنسان. وأكدت أن المقاربة الأمنية لا ينبغي أن تستعمل وسيلة لتهديد حقوق اللاجئين. وقال النائب بالمجلس الشعبي الوطني، صديق شيهاب، خلال مشاركته في أشغال جلسات الاستماع البرلمانية المنعقدة بنيويورك، إن مكافحة تدفقات الهجرة غير الشرعية لا ينبغي، بأي حال من الأحوال، أن تشكل تهديدا لحقوق اللاجئين، ويجب أن تتم في إطار التقيد الصارم بحقوق الإنسان. وأوضح شيهاب، خلال تدخله في هذا النقاش، الذي يدوم يومين، والمخصص للميثاق العالمي بشأن اللاجئين، أن تسيير هذه الظاهرة "ينبغي أن يتم في إطار التقيد الصارم بحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية وآليات التعاون الثنائي". وأبرز النائب صديق شيهاب، الذي يمثل المجلس الشعبي الوطني، في أشغال جلسات الاستماع المنظمة من قبل الاتحاد البرلماني الدولي والجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة، أن مكافحة هذه الظاهرة يجب أن "تفضل مقاربة شاملة تعتمد على الوقاية والتعاون والتضامن والمسؤولية التشاركة بين بلدان المنشأ وبلدان العبور وبلدان المقصد". وأضاف يقول إن هذه المقاربة يجب أن تأخذ أيضا بعين الاعتبار "العلاقة الإيجابية بين مسار استغلال اليد العاملة وتسريع النمو"، مشيرا إلى أهمية إرسال أموال المهاجرين التي تدفع بالنمو. ولدى تطرقه إلى أوجه التفاعل بين قضية الهجرة الدولية وإشكالية النمو، أكد ممثل الجزائر أنه يتعين أن "تشكل ومن دون غموض فرصة للتفكير حول أفضل السبل لترقية مقاربات ممكنة بين المجالين، التي تأتي على رأس الانشغالات الدولية". واسترسل يقول، إن "هاته السياسات المبنية على العلاقة بين الهجرة والنمو، يجب أن ترتكز أيضا على مبادئ احترام حقوق الإنسان والتضامن الدولي". "وفضلا عن المشاعر التي تثيرها تلك المآسي التي تحدث في البحار والصحاري، تطرح مشاكل الهجرة ضرورة وضعها في مكانة خاصة على مستوى أجنداتنا السياسية التي تركز على النمو"، يوصي السيد شيهاب. وأبرز قائلا "بلادي تعتبر أن معالجة مسألة الهجرة ينبغي أن تتم من خلال التكفل بالأسباب العميقة لهذه الظاهرة، والمرتبطة أساسا بالفوارق في النمو". كما أوضح النائب بالغرفة السفلى للبرلمان، أن الجزائر تشجع التعاون على المستوى الدولي والجهوي والثنائي الذي يبقى "ضمانا لنجاح مكافحة هذه الظاهرة وترقية الهجرة الشرعية التي من شأنها المساهمة في مسار النمو على مستوى بلدان المقصد وبلدان المنشأ". ولدى تطرقه إلى النقاش الذي أطلقته الأممالمتحدة بهدف توضيح المفاوضات حول الميثاق العالمي بشأن اللاجئين، أبرز السيد شيهاب دعم الجزائر لجهود المنظمة الأممية الرامية إلى ترقية الحوار وتبادل الخبرات في هذا المجال، وكذا بحث سبل استغلال الهجرة الدولية في النمو وحماية حقوق الإنسان للمهاجرين، وتسهيل الهجرة الشرعية. كما أشار إلى أن الجزائر التي تشارك المصير المشترك للشعوب المغاربية والإفريقية هي واعية بأهمية النمو الاقتصادي كمحرك لمكافحة تدفق الهجرة غير الشرعية. وأضاف يقول "إن الجزائر قد اختارت، مثلها مثل البلدان الرائدة إفريقيا، من خلال النيباد، لممارسة ريادة فعلية في التكفل بمصير إفريقيا عن طريق إعداد مسارات تنمية تكرس الحكامة الرشيدة". كما أعتبر شيهاب، أن "نجاح هذه المبادرة وتحديد تدفق الهجرة غير الشرعية القادم من القارة مرتبط بشكل طبيعي، بمستوى التزام الشركاء في النمو من خلال مساهمات مرتبطة بالمساعدات العمومية للنمو وكذا للاستثمار".