يبدو أن تصريحات وزير الصناعة و المناجم يوسف يوسفي، قد صدمت مراد عولمي مالك مجمّع "سوفاك" للسيارات الألمانية، وصاحب مصنع تركيب سيارات العلامة (فولكسفاغن، سيات، سكودا) بولاية غليزان. فمراد عولمي كان قد قام بحملة واسعة من أجل فرض وجهات نظره على الحكومة، وعلى وزارة الصناعة بشكل خاص، ، بحيث أن تقوم الأخيرة بمنح تراخيص التركيب لمصنعه (فولكسفاغن، سيات، سكودا) بمعية شركتين فرنسيتين تتمثلان في "رونو" و"بيجو" فقط ومنع العلامات الأخرى من فتح مصانع تركيب سيارات، وهي الطريقة التي يريد من خلالها عولمي فرض الاحتكار في السوق الوطنية وتحقيق أرباح هائلة. إلاّ أن الوزير يوسفي أكد اليوم الاثنين أنه لا توجد أي قائمة محددة لمصانع تركيب السيارات في الجزائر، وأن المجال سيبقى مفتوحا أمام كل المستثمرين الذين يستوفون الشروط، من أجل جلب مختلف العلامات المعروفة في العالم. ولا ينحصر الأمر فقط في فولسفاغن و بيجو و رونو، بل يتعدى ذلك لكل العلامات المعروفة مثل فورد وشيفروليه و تويوتا و كيا ونيسان و هيونداي وشيري وغيرها. أما النقطة الثانية التي شكلت صدمة لدى مراد عولمي هو تأكيد الوزير يوسفي على أن الحكومة ستطالب كل مصانع التركيب الناشطة في الجزائر بإفادتها بأسعار سياراتهم، وأنه سيتم مراقبة الأسعار في المرحلة المقبلة من أجل تحقيق أهم بند في دفتر الشروط الخاص بهذا المجال وهو أن "السيارة المركبة محليا يجب أن تكون أرخص من السيارة المستوردة"، ولكن لدى مجمع "سوفاك" يحصل العكس تماما فأرخص سيارة يقوم بتركيبها المصنع بغليزان يفوق سعرها 220 مليون سنتيم. دون الحديث عن أسعار باقي أنواع السيارات الأخرى التي تصل إلى 500 و 600 مليون. موند أفريك: عولمي يسعى لنسف كل المنافسين في مجال صناعة السيارات وجدير بالذكر أن صحيفة "موند أفريك" الفرنسية الشهيرة، تحدثت الشهر الماضي في تقرير لها، عن مراد عولمي الذي وصفته بأنه "الملياردير الذي كان بالأمس مجرد مستورد لقطع الغيار، أصبح اليوم من أشد "اللوبيات" المسيئة إلى منافسيه في مجال السيارات". واستنادا إلى معطيات الموقع الفرنسي، فإن "مصنع تركيب السيارات للعلامات الألمانية لمالكه مراد عولمي، قام بتجميع وتسويق أزيد 000 12 ألف مركبة في ظرف 06 أشهر من النشاط فقط، لكنه يسعى للاستحواذ على أكبر حصة سيارات في السوق، والتي تستوعب نحو 400 ألف مركبة، بقيمة مالية تتجاوز 05 مليار دولار، حيث يقوم على استخدام طرق ملتوية لتحييد منافسيه في الحصة ونسف استثمارات الشركات المنافسة له في تركيب السيارات".