وكر الخمور.. هو الوصف الذي أطلقه الرئيس الحالي ل"اتحاد الكتاب الجزائريين" على هذا الهيكل سنة 2009 خلال تنظيم المؤتمر التاسع للاتحاد والذي أفضى إلى "انتخاب" يوسف شقرة رئيسا وسط فوضى عارمة؛ لتلاحقه أزمة "عدم الشرعية" إلى غاية يومنا هذا.. في ذلك المؤتمر، المطعون في شرعيته من طرف قطاع واسع من الكتاب، واجه شقرة اتهامات بالتعدي على قوانين الاتحاد، واقترح آخرون أمام هذا الوضع تأسيس اتحاد بديل أو ما عرف ب"مؤتمر زرالدة"، وكان من بين الموقعين على هذا القرار الشاعر عمر أزراج وعبد العالي رزاقي وجيلالي نجاري وآخرون.. أما جماعة أخرى فاختارت الانسحاب نهائيا من المؤتمر التاسع والاتحاد ككل.. تجاوزات قانونية كثيرة شهدها المؤتمر من بينها غلق باب الترشح لرئاسة الاتحاد أمام أعضاء مكتب المؤتمر ورؤساء اللجان والوفود، وهو أمر مخالف للمادة رقم 18 من النظام الداخلي. وسارت الأمور على هذا الحال من الفرقة والشتات التي لم يحاول "الشاعر" يوسف شقرة احتواءها من باب "الصلح وجمع شمل الكتاب في اتحاد يقويهم بدل أن يجعلهم فرقا متناحرة".. أكثر من ذلك؛ يتهم كثير من الكتاب الذين انسحبوا من الاتحاد؛ رئيسه الحالي بمحاولات مستمرة لاستفزازهم، فهو الذي وصف في شهر جانفي سنة 2012 مبدعي المناطق الداخلية ب"العصابة"، حيث كتب ابن مدينة "سيدي خالد"، ولاية بسكرة، في موقع "أصوات الشمال" الثقافي، أنه حين أتى إلى الاتحاد وجد ما سماه ب"عصابة العاصمة التي جاءت من ولايات عديدة للاسترزاق"، وهي تقف ضد تطوير اتحاد الكتاب ولا هم لها سوى قضاء حوائجها وحتى "غرائزها".. تصريحات اعتبرها كثير من المبدعين ب"الإهانة التي ما بعدها إهانة" وقد مضت السنوات على تلك الأحداث وواقع اتحاد الكتاب الجزائريين على ما هو عليه.. هيكل بلا روح كما يصفه كثيرون.. تلك البناية في شارع ديدوش مراد بالجزائر العاصمة، لم تتمكن طيلة سنوات عديدة من جمع شمل الكتاب الجزائريين في إطار "اتحاد" محترم على غرار بقية الاتحادات العربية التي تملك القوة والوزن والفعل الثقافي المستمر والمؤثر، فنشاطات الاتحاد هزيلة جدا ولا تكاد تتذكرها.. ويضاف إلى كل هذا أن اتحاد الكتاب الجزائريين لم يتمكن إلى غاية اليوم من تأسيس مجلة ناطقة باسمه تصدر بشكل منتظم، ذلك أن مجلة "الكاتب" صارت مشروعا متوقفا ولا أثر لها إلا آخر عدد نشر سنة 2015 في موقع الاتحاد الالكتروني الذي لا يقل هزالة هو الآخر، ومصمم بطريقة بدائية ومسيئة لصورة الاتحاد الذي "يترأسه يوسف شقرة". أين تذهب أموال اتحاد الكتاب الجزائريين؟ سؤال طرحه كثير من المبدعين سواء المنخرطون في الاتحاد أو الذين غادروه طوعا أو مُكرَهين.. فالدعم الذي يتحصل عليه الاتحاد إلى جانب الاشتراكات وغيرها، لا أثر له على أرض الواقع، وسط تساؤلات عن جدوى السفريات الكثيرة التي يستفيد منها يوسف شقرة وحتى بهو المقر الذي تم تأجيره لدار نشر خاصة ب"الدينار الرمزي".