قضت محكمة جنايات وهران صباح اليوم بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا ضد ثلاثة أشخاص متهمين بالانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج لتورطهم في أفعال جنائية تخص التحريض على القتل والتشجيع على الانخراط في جماعة إرهابية، السطو على أملاك الغير وحيازة أسلحة نارية وذخيرة حية محظورة. فيما التمس ممثل الحق العام عقوبة المؤبد ضد جميع المتهمين الموقوفين. وحسب المعطيات القضائية فإن المتهمين "ف.م" 39 عاما، "ع.ع" 33 عاما و«ب.ق" 41 عاما، تورطوا في الانضمام إلى مجموعة إرهابية مسلحة تسمى "أبناء الصحراء من أجل العدالة" القريبة من تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وتلقوا تدريبهم في جانت بالصحراء الجزائرية من قبل التنظيم الذي كان يقوده الإرهابي الصريع "طرمون عبد السلام" زعيم الحركة المذكورة التي تضم العديد من الأجانب من مالي وتشاد وجزائريين. ولفت المصدر إلى أن المتهمين المنحدرين من ولايتي معسكر ووهران، تلقوا تدريبا خاصا في استخدام مختلف الأسلحة المحظورة على غرار الكلاشنكوف وصنع المتفجرات قوية التأثير. وأبانت محاضر إحالتهم على محكمة جنايات وهران، بأن عملية توقيفهم جاءت على إثر اعترافات إرهابي موقوف في ولاية تيارت كان ينشط ضمن مجموعة "بناء الصحراء" وكان شارك في عمليات تهريب أسلحة من الجزائر غالى بوركينافاسوومالي حيث تنشط جماعات مسلحة في البلدين المجاورين. وتمت عملية توقيفه خلال زيارة سرية لحضور جنازة والدته بمدينة السوڤر جنوبتيارت. وأدت هذه الاعترافات إلى توقيف المتهمين الثلاثة بالانتماء إلى مجموعة إرهابية مسلحة، على متن مركبة تجارية في المدخل الغربي لمدينة وهران مطلع شهر مارس 2017، من قبل خلية أمنية إقليمية مختصة في مكافحة الإرهاب بولاية وهران. وأفضت العملية إلى حجز مسدسين رشاشين من نوع كلاشنكوف بحوزة "ف م« و«ب ق« وذخيرة حية وقنبلة يدوية الصنع بحوزة الإرهابي الثالث المدعو "ع ع« وهو إرهابي تائب، كان استفاد من تدابير قانون الوئام المدني بعد مشاركته في أعمال إرهابية ضمن تنظيم "الأهوال" المحل. وأظهرت مجريات المحاكمة التي استغرقت أكثر من ثلاث ساعات، أن المحكوم عليهم بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا، كانوا يخططون لاستحداث خلية إرهابية تنشط في غرب الوطن ومحاولة تجنيد الشباب للالتحاق بالتنظيم الإرهابي وحصولهم على تدريب خاص في بوركينافاسو حيث تنشط منظمات إهابية لها علاقة بحركة أبناء الصحراء حسبما أفاد به الطرف المدني في ملف الحال. كما تساءل ممثل النيابة العامة عن الغرض من امتلاك الأسلحة المحجوزة دون أي سند قانوني، وذلك في مواجهته أقوال المتهمين الذين حاولوا إنكار التهم المنسوبة إليهم. مع العلم أن التنظيم الإرهابي الذي كان ينشط ضمنه الثلاثة المحكوم عليهم بالسجن النافذ، هو التنظيم ذاته الذي تبنى الهجوم الإرهابي على منشأة "تيڤنتورين" في 16 جانفي 2013 وهي العملية التي دبرها الإرهابي مختار بلعور المكنى "الأعور أبو العباس" أو "بلعور".