كشفت تقارير إعلامية إيطالية أن مصنع تكرير النفط "أوغوستا " بجزيرة صقيلية الذي إقتنته مؤخرا سونطراك من إيسو ايطاليانا (فرع للمجمع الأمريكي إيكسون موبيل ) هو قيد المراقبة القضائية و ملزم بتنفيذ مشروع يحد من إنبعثاته الملوثة للبيئة و تبعا لذلك تعرض هذا المصنع لعملية إغلاق جزئي بعد ان اثبتت تحقيقات امنية استمرت عامين صحة الإتهامات الموجهة إليه لتجد سونطراك نفسها وريثة للمتاعب القانونية التي تطارد هذا المصنع الذي يعود إنشائه الى سنة 1975 . و في 21 جويلية 2017 أمر باولو جيوردانو المدعي العام في جزيرة صقلية بإغلاق منشأتين رئيسيتين ضمن المصنع و ذلك إستجابة لفحوى تحقيق تم إجراءه بعد دعاوي قضائية رفعها عدد من المواطنيين و الجمعيات البيئية. ووفق النيابة العامة أسفر التحقيق عن أن " المصنع أسهم في تدهور جودة الهواء بسبب إنبعثات محطة التكرير" حسبما نقلته صحيفتي "لاربيبليكا" و "لا ستمبا" الإيطاليتين . و إشترط القضاء الإيطالي الذي إستند الى مشورة خبراء إعادة تكييف المواصفات التقنية للمصافي مع ما تشترطه اللوائح المعمول بها في إيطاليا . و تم إمهال الشركة الإيطالية التي باعت بعد ذلك المصفاة الى سونطراك 15 يوم للقيام بأعمال الصيانة اللازمة و مدة 12 شهرا – لازلت سارية - لإعادة تجهيز المنشآة بمعدات حديثة و التكنولوجيا العالية مع تقديم الضمانات الأمنية الكافية و هو برنامج مكلف ربما قد يكون السبب الذي دفع "اكسون موبيل" للتخلي عن المصفاة لسونطراك التي ورثت عنها المتاعب و المسؤولية القانونية أمام القضاء الإيطالي . و كان ينتظر من " ايسو إيتاليانا" ان تقوم بمراقبة سقف جميع الخزانات المحتوية على منتجات متطايرة أو الاحتفاظ بها ضمن درجات للحرارة لا تولد انبعاثات واسعة النطاق وكذالك الأمر بالنسبة لخزانات محطة معالجة المياه مع تجهيز المصنع بأنظمة استعادة الدخان عند تحميل وتفريغ الأحواض ؛ والتكيف مع أنظمة مراقبة الانبعاثات ، من خلال اعتماد نظام لرصد المستمر ، مع إتاحة كل البيانات المسجلة إلكترونيا " . و بهذا سيتم التأكد من قبل القضاء الإيطالي أن سونطراك إلتزمت بما تم فرضه على "ايسو ايتاليانا " من خفض لمستوى الإنبعثات في الغلاف الجوي لا سيما " أكسيد الكبيرت" في مدخنتين و "اكسيد النيتروجين" في 21 مدخنة. و بحسب تحقيق قامت به صحيفة 'انترنازيونال' ، فقد لوحظ أول تأثير للتلوث الناجم عن مصنع التكرير الذي إقتنته سونطراك- أجزاء منه قديمة ومهجورة - قد تم رصدها " لأول مرة في عام 1979" أين بدأ " الأطباء الإيطاليون يلاحظون حالات تشوهات تصيب المواليد الجدد في تلك المنطقة كما تم رصد تغييرات على الثروة السمكية في المساحات البحرية المحيطة" وأدى ذلك الى الإعلان على ان "المنطقة خطر على البيئة " . و قبل ايام كان الرئيس المدير العام لسونطراك عبد المومن ولد قدور على هامش التوقيع على مذكرة تفاهم بين سوناطراك و المجمع الفرنسي توتال قد اكد للصحفيين على ان المصنع يعمل بشكل جيد و لا توجد به مشاكل موضحا ان سونطراك إقتنت المصنع بسعر إستثنائي يقل عن 1 مليار دولار في حين ان إنشاء مصنع تكرير جديد في حاسي مسعود يكلف اكثر من 4 مليار دولار .