يقف اليوم وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعلام الله غلام الله، وجها لوجه أمام النائب رشيد يايسي عن حركة الإصلاح الوطني، صاحب السؤال الشفوي الخاص بقضية مسجد أغريب الذي تعرض للهدم، حسب تأكيد وثائق أمنية تحوز عليها ''البلاد'' على أيدي أنصار الأرسيدي وبإشراف نجل زعيم الحزب مزيان سعدي الذي تولى التدبير لعملية الهدم، بعدما اجتمع بهم هذا الأخير الذي كان يقضي في تلك الأيام إجازة في أغريب في بيت والده بعد الظهيرة بتاريخ التاسع أوت ,2010 حيث تقرر هدم المسجد وبالفعل حسب التقارير تم إنجاز ما خطط له، بعدما نال مباركة حزب الزعيم الديموقراطي سعيد سعدي رافع لواء التغيير· فيما كشفت التقارير أن هدم المسجد تم ونجل الزعيم يشاهد العملية التي تمت حسب التقرير بآليات وجرافات هي ملك للبلدية· وكانت وسائل إعلامية أوردت أصداء عن تورط نجل سعدي، مزيان، في تحويل أموال بالعملة الصعبة إلى الخارج من استثمارات أقيمت في الجزائر في مجال التجهيز الطبي· كما أوردت التقارير مختلف المحطات التي شهدها مسجد أغريب من تأسيس اللجنة إلى عملية الهدم، وكذا مختلف المراحل القضائية التي تخللت ذلك وعلى رأسها إبطال القضاء قرار تراجع رئيس بلدية أغريب التابع للأرسيدي عن منح رخصة بناء المسجد، فضلا عن الوثائق الأخرى الرسمية التي تؤكد أن لجنة المسجد التزمت الشرعية القانونية والمشروعية، غير أن زعيم الأرسيدي وأتباعه لم يرق لهم ذلك وأخذوا يتهمون اللجنة وفيها أحد أبناء عمومته بالعمالة لجهات أجنبية تارة، وبرغبة التأسيس لوكر من أوكار القاعدة تارة أخرى، وحينا آخر التمكين للوهابية وغيرها من التهم التي لم تصمد لدى الرأي العام الوطني والطبقة السياسية بإسلامييها ووطنييها ويمينها ويسارها، وعلى رأسهم الأفافاس الذي أدان هو الآخر عملية هدم المسجد، شأنه شأن كبار وعقلاء المنطقة، ومنهم حكماء عرش آث جناد، وهو أكبر عروش المنطقة على الإطلاق· واليوم يعود ملف هدم مسجد اغريب إلى الواجهة من خلال سؤال شفوي في البرلمان وجه خصيصا لوزير القطاع الذي وقف موقفا لم يكن في مستوى آمال أصحاب اللجنة الذين لم يجدوا من سبيل للتظلم إلا رسالة وجهوها إلى رئيس الجمهورية وذلك بعدما خاب أملهم في وزارة الشؤون الدينية التي لم تتأسس حتى كطرف للدفاع عن ممتلكاتها المتمثلة في المسجد، فضلا عن المواقف المتضاربة للوزير تارة والموصوفة بالسلبية تارة أخرى وكأن الأمر، كما قال اعضاء اللجنة في تصريح ل ''البلاد''، لا يعنيه ومهما يكن من أمر، فإن الوزير اليوم سيضطر للرد أمام نواب الشعب على السؤال الذي وجه له وسوف يستمع لما ينبغي أن يستمع اليه من قبل النائب صاحب السؤال، ولعل هذا المنعرج سيحرك في الوزير معاني المسؤولية ليتخذ ما يجب من القرارات، لحماية مساجد الله من الاعتداء·