حققت اليوم، أسعار النفط ارتفاعا آخر وتجاوزت 80 دولارا للبرميل، بفعل مخاوف من مزيد من الانخفاض في إنتاج فنزويلا من الخام بعد انتخابات رئاسية مثيرة للجدل واحتمال فرض عقوبات أمريكية على البلد العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك. وشددت الولاياتالمتحدة موقفها إزاء إيران ووضعت قائمة مطالب شاملة، مما قد يقلص صادرات البلاد من النفط ويعزز أسعار الخام وحققت أسعار برنت 80 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ نوفمبر 2014 وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 72.45 دولار للبرميل بارتفاع قدره 21 سنتا، أو نحو 0.3 بالمئة. وواجه رئيس فنزويلا الاشتراكي نيكولاس مادورو انتقادات دولية واسعة النطاق أمس الأول، بعد إعادة انتخابه في الانتخابات التي أُجريت في مطلع الأسبوع، والتي وصفها منتقدوه بأنها مسرحية هزلية تعزز حكم الفرد في البلد المنتج للنفط الذي يعاني من أزمات. وتدرس الولاياتالمتحدة فرض عقوبات نفطية على فنزويلا التي انخفض إنتاجها من الخام بمقدار الثلثين خلال عامين إلى أدنى مستوى في عقود. وتلقت أسعار النفط دعما أيضا في الأسابيع الأخيرة من مخاوف بشأن احتمالات فرض عقوبات أمريكية على إيران تقلص صادرات البلاد من الخام. وطالبت الولاياتالمتحدة أمس الأول من إيران بتغييرات شاملة، بداية من التخلي عن برنامجها النووي ووصولا إلى الانسحاب من الحرب الأهلية السورية، أو ستواجه عقوبات اقتصادية قاسية في الوقت الذي شددت فيه إدارة ترامب موقفها تجاه طهران. وقد يقلص هذا صادرات إيران من النفط بواقع 200 ألف برميل يوميا بحلول الربع الأخير من العام وفقا لتقديرات توني نونان مدير مخاطر النفط لدى ميتسوبيشي كورب في طوكيو. من جهتها تراقب منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" عن كثب هبوطا في إنتاج النفط في فنزويلا لتعرف ما إذا كان انخفاض الإمدادات من البلد العضو يحتاج إلى تحرك من جانب المنظمة. ويمثل هذا تحولا في الموقف عما كان في وقت سابق هذا العام عندما قلل مسؤولو أوبك من أهمية انخفاض إنتاج فنزويلا. كما يأتي بعد ارتفاع الأسعار وتقلص المخزونات العالمية الذي يزيد من أهمية تراجع الإمدادات. وساعد انخفاض إنتاج فنزويلا بسبب أزمة مالية أوبك على خفض إمداداتها بأكثر من المستويات التي استهدفتها في اتفاقها مع روسيا ومنتجين آخرين لتقليص الإمدادات والتخلص من تخمة المعروض في الأسواق العالمية.