اعتبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، أمس، في افتتاح ندوة حول الأبعاد الإنسانية والحضارية لمدينة تلمسان عقدت بقاعة المؤتمرات لكلية الطب بجامعة تلمسان، أن ما يقع بالشارع العربي من ثورات وفتن، حسب تعبير الوزير، يعود بالأساس إلى سوء فهم واستغلال القوميات والعصبيات الدينية، مشيرا إلى أن الأمة الإسلامية لم تتعظ بعد فتنة الخوارج. ذكر غلام الله أن الأساليب نفسها لا تزال تفتننا ولا تزال تدفعنا لقتال بعضنا بعضا بدل الحوار بالعلم والتاريخ والأخلاق وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو ما كان سيجعلنا نكتشف أن العالم يسعنا جميعا ويسع غيرنا، مستشهدا في هذا الصدد بمقولة للمفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي ''من طانجا إلى جاكرتا كلنا أمة واحدة''. من جانب آخر أوضح وزير الشؤون الدينية، في ندوة صحفية، على هامش افتتاح الملتقى، أن الجزائر ليست بمنأى عما يحدث في العالم العربي والإسلامي باعتبارها تؤثر وتتأثر بما يجري حولها. ويرى غلام الله أن ''صمّام أمانها هو عدم تحوّل شبابها إلى أبواق تنقل الأفكار الدخيلة على ثقافتها وتراثها باستغلال المشاكل والصعوبات الاجتماعية التي يعانيها الشباب والتي يمكن حلها بأساليب الحوار والتعاون، وتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية فرصة لتجديد التراث المادي واللامادي للأمة، والذي عادت له الحياة وهو تراث مشترك بين كل الجزائريين، وستكون التظاهرة فرصة لتذوب فيها كل القوميات التي كانت ولازالت سببا في تناحر المسلمين''. وقال غلام الله بشأن مشاكل موظفي القطاع أن ''عهد ظلم الأئمة قد ولى''، معلنا عن صرف المنح والتعويضات لصالح أصحابها في القريب العاجل، محددا نهاية الشهر الجاري لصرفها بأثر رجعي من شهر يناير .2008 وأعطى حديث الوزير وإجاباته حول البرنامج المسطر لبرنامج عاصمة الثقافة الإسلامية، الانطباع أن التظاهرة ستسير برأسين، الأول تقوده خليدة تومي من خلال برنامج وزارة الثقافة، والثاني يقوده وزير الشؤون بالتنسيق مع جامعة وولاية تلمسان، بحيث بدا ذلك جليا من خلال مقاطعة إطارات قطاع الثقافة للملتقى المنظم بتلمسان في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية. وعن جديد مشروع مسجد الجزائر الأعظم، قال الوزير إن السلطات المختصة تنتظر عروض المؤسسات السبع التي سحبت دفتر الشروط لاختيار أحسنها، مرجحا أن بداية الخريف المقبل للانطلاق في تجسيد هذا الإنجاز الضخم الذي سيكون من أهم مشاريع جزائر الاستقلال. الوزير أكد أيضا أن الاحتفالات بيوم العلم لهذه السنة ستحتضنها تلمسان بحضور رئيس الجمهورية الذي سيشرف أيضا على انطلاق تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. وفيما يخص الجدال المطروح بفرنسا بشأن النقاش حول اللائكية الذي اقترحه حزب الاتحاد من أجل أغلبية شعبية، ثمّن الوزير موقف مسجد باريس وعميده الدكتور دليل أبوبكر من اعتباره جدلا عقيما في جمهورية لائكية تفصل بين الدين ومؤسسات الدولة.