ناشد مئات الأعوان من الحرس البلدي المعتصمين بساحة الشهداء لليوم الثالث على التوالي، التدخل العاجل لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لحمايتهم ورفع التهديدات التي طالت زملاؤهم وكذا إنقاذ مئات من الأعوان الذين تم شطبهم في عدة ولايات نهائيا وهم مهددون بالحبس·في هذا السياق، خرج مئات من أعوان الحرس البلدي صباح أمس عبر حوالي 30 ولاية للاحتجاج والتعبير عن ''رفضهم رفضا قاطعا ما ورد في بلاغ وزارة الداخلية والجماعات المحلية بخصوص الزيادات في الأجور والتدابير التي اتخذتها بشأنهم تم إرسالها إلى ولاة الجمهورية للشروع في تطبيقها''، حيث تلقى ممثلو الحرس البلدي المعتصمون بساحة الشهداء مراسلات مساندة من طرف زملائهم في معظم الولايات، واطلعت ''البلاد'' على تلك المراسلات الواردة من عدة ولايات منها البويرة، المدية، برج بوعريريج، النعامة، سكيكدة والمسيلة وغيرها· وتتضمن عريضة المساندة المرفقة بتوقيعات أعوان الحرس البلدي التابعين لمختلف المفارز في كل ولاية، تعبيرهم عن ''مساندتهم ودعمهم ووقوفهم إلى جانب زملائهم الأعوان المعتصمين في ساحة الشهداء الذين تلقى الكثير منهم قرارات بالشطب من سلك الحرس البلدي نهائي كرد فعل على حركتهم الاحتجاجية''، مؤكدين في الإطار نفسه ''رفضهم تهديدات وزير الداخلية بفصلهم وإقصائهم من صفوف الحرس البلدي''، ومشددين على تمسكهم بمطالبهم التي اعتبروها ''مشروعة'' للسلطات العمومية كاملة دون مساومة''·وفي سياق ذي صلة كشفت مصادر متطابقة ل''البلاد'' أن أزيد من 100 عون بولاية عين الدفلى تم شطبهم من سلك الحرس البلدي و300 عون آخر في ولاية المدية و200 بولاية بومرداس، وذلك تطبيقا للمادة 11 من قانون الحرس البلدي، متسائلين في هذا الصدد عن سبب عدم تطبيق المادة 6 من القانون نفسه المتضمنة تعويض أعوان السلك·وفي هذا الإطار، أكد أحد الممثلين الثامنية الذين كانوا ضمن الوفد الذي تنقل إلى رئاسة الجمهورية لتسليم عريضة المطالب والطعن في القرارات السابقة، أنه ''رغم هذه الحركة الاحتجاجية، إلا أن أعوان الحرس البلدي في بعض المناطق الحساسة في الولايات، لم يُغادروا ولم يبرحوا أماكنهم حفاظا وحرصا منهم على تأمين وسلامة التراب الوطني مواصلة لمكافحة ورصد تحركات العناصر الإرهابية'' · ونظرا للتطورات التي شهدتها هذه الحركة الاحتجاجية، فقد رفع ممثلو الحرس البلدي لائحة دعوة إلى رئاسة الجمهورية يناشدون فيها الرئيس بوتفليقة التدخل العاجل من أجل حمايتهم من التهديدات ووقف الإجراءات العقابية ضدّهم، مؤكدين أنهم ''يتمسكون باعتصامهم إلى غاية الاستجابة لكل مطالبهم''، ومهددين في بأنهم ''سيصعدون الحركة الاحتجاجية في حال عدم التراجع عن العقوبات والتهديدات ضد الأعوان المحتجين والإسراع فورا في سحب قرارات الفصل والشطب'' · وذكر ممثل الحرس البلدي أن ''رئاسة الجمهورية كانت قد اتصلت بهم مساء أول أمس، وطلبت من ممثليهم إخلاء ساحة الشهداء ووقف الاحتجاج كشرط لمباشرة الحوار ودراسة مطالبهم· وبعد تبليغ الممثلين هذه المعلومة للمحتجين، رفضوا جميعهم التراجع عن قرار توقيف الاعتصام، مطالبين بالمفاوضات حول انشغالاتهم دون شروط''·