قال ممثلون عن أعوان الحرس البلدي المعتصمون لليوم الثاني على التوالي، بساحة الشهداء، إن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، طلب تقريرا مفصلا عن مطالبهم و وضعيتهم المهنية بعدما تناهى إليه رفضهم القاطع لقرارات وزارة الداخلية و الجماعات المحلية وتمسكهم بخيار الاعتصام المفتوح إلى غاية الاستجابة إلى لائحة المطالب غير منقوصة، الأمر الذي استحسنه المحتجون واعتبروه تقدما هاما في قضيتهم لثقتهم في إنصاف الرئيس لهم. كشف، أمس، ممثلون عن أعوان الحرس البلدي في تصريح ل “ الفجر”، عن شروع مصالح الدرك الوطني، الشرطة والقطاعات العمليايتة للجيش بمختلف الولايات، في فتح تحقيقات مع عناصر الحرس البلدي الذين تم توقيفهم في مختلف الحواجز الأمنية، أثناء توجههم إلى الجزائر العاصمة للانضمام إلى الاعتصام الوطني، وأشاروا إلى شروع أغلب مندوبيات الحرس البلدي في تطبيق قرارات فصل الأعوان المشاركين في الاعتصام، وقالوا إن أغلب المحتشدين بساحة الشهداء أصبحوا في عداد المطرودين من عملهم، الأمر الذي ترجمه المحتجون على أنه انطلاق تطبيق التهديدات التي تضمنها بيان وزارة الداخلية أول أمس، الذي ذكر بالمادة 11 التي يتضمنها قانونهم الأساسي، وتنص على “أنه يمنع منعا باتا على موظفي السلك اللجوء إلى الإضراب أو إلى أي شكل من أشكال التوقف المدبر عن العمل، ويعاقب على كل فعل جماعي مخل بالانضباط، طبقا لأحكام المادة 112 من قانون العقوبات”، كما جاء في نص البيان. واستنادا لذات المصادر، قامت أمس، بعض مندوبيات الحرس البلدي بإرغام الأعوان على توقيع عرائض تتضمن قبول القرارات الأخيرة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتعبير عن رفضهم للاعتصام، وأوضح المصدر أن أغلبهم تعرضوا للتهديد بالفصل عن العمل في حالة عدم التوقيع، وأضافوا أن بعض المندوبين لجأوا إلى التوقيع بدل الأعوان، مثلما حدث في ولاية جيجل، وفي عدد من الولايات الأخرى لتغليط الوصاية والرأي العام. وقرر أعوان الحرس البلدي الذين منعوا من الوصول إلى الجزائر العاصمة، تنظيم اعتصامات مفتوحة في ولاياتهم موازية لاعتصام ساحة الشهداء، تعبيرا منهم على مساندتهم لزملائهم، وتأكيدا على وحدة صفوفهم وأنهم لا يرضخون لأية ضغوط. وأصدرت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، مساء أول أمس، بيانا، تدعوا فيه أعوان الحرس البلدي إلى توقيف إضرابهم، متهمة بعض أعوان الحرس البلدي بتضليل زملائهم لزعزعة استقرار السلك، مشيرة إلى أنها استجابت الى أهم مطالبهم المهنية. ويشار إلى أن الأعوان الذين يفترشون “الكارتون” للمبيت في العراء، بساحة الشهداء، وفي ظروف جد قاسية ووسط تعزيزات أمنية مشددة، قرروا عدم إخلاء المكان إلا بعد استجابة رئيس الجمهورية شخصيا لمطالبهم.