حمّل الشاعر سليمان جوادي دور النشر الجزائرية مسؤولية تراجع ''حركية الشعر'' في السنوات الأخيرة بعدما شكلت مرجعا وحضورا متميزا في الساحة الأدبية العربية خلال السنوات الماضية، وذلك لأن تلك الدور تعمل على نشر كل ما يكتب دون أن تمارس عليه أي رقابة ودون أن تختار الأفضل والأجود، وإنما تتعمد نشر أي شيء من أجل أغراض تجارية بحتة. وأوضح الشاعر لدى تنشيطه مساء أول أمس لقاءً شعريا بمركز الفنون والثقافة بقصر ''رياس البحر'' في العاصمة، أن تراجع القيمة الأدبية للشعر الجزائري يعود أيضا إلى تراجع موازٍ لحركة النقد الأدبي بصفة عامة، خصوصا ما تعلق منها بميدان الأعمال الشعرية التي لا تحظى بنصيب من الاهتمام على غرار باقي الأجناس الأدبية، أو الدراسات التاريخية والأعمال الروائية التي تنال حصة الأسد من المعالجة النقدية وحتى الإعلامية، مضيفا في هذا الإطار أن إعادة الاعتبار للشعر لن تتأتى إلا عن طريق تفعيل حركية النقد بعيدا عما يسميهم ب''الدخلاء على الشعر الذين أفسدوا هذا المجال''، مؤكدا أن تطور أي جنس أدبي لابد أن يرتبط بالاهتمام النقدي بالدرجة الأولى حتى يكتشف القارئ خصوصيات مختلف التجارب في هذا الإطار. من ناحية أخرى، قدم سليمان جوادي خلال أمسيته الشعرية عدة قصائد من آخر ديوان نشر له تحت عنوان ''قال سليمان''، من بينها ''سيد الشعراء'' وقصيدة ''وحدك'' التي خصصها للحديث عن مسار الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، بالإضافة إلى قصيدة ''سليمان'' و''من أين لي'' و''وهران تنفض آخر الصعاليك''. كما قرأ الشاعر قصائد أخرى من ديوانه ''لا شعر بعدك'' على غرار ''لا شعر بعدك'' التي يحمل الديوان اسمها و''لا تعترف'' و''ليلاه'' و''ملهمتي'' و''إلى تائهة''، إلى جانب قصيدة ''العمر لك''. من ناحية أخرى، يعتبر جوادي من جيل أدباء السبعينيات الذي ترك بصمات جلية في المدونة الشعرية الجزائرية، كما قدم مع شعراء ذلك الجيل نوعية للقصيدة الحديثة في الجزائر خصوصا، وفي الوطن العربي عموما، كما ألف جوادي لعدد كبير من المطربين من بينهم مصطفى زميرلي ومحمد بوليفة وزكية محمد وخالد حاج إبراهيم ويوسفي توفيق وآخرون.