اعتبرت الشاعرة اللبنانية روز كلش عند نزولها مساء أول أمس، ضيفة على فضاء ''صدى الأقلام'' بالمسرح الوطني، أن المشهد الثقافي بلبنان يختلف عن الجزائري، خصوصا فيما يتعلق بمسألة اللغة العربية التي ترجح لها الكفة على حساب اللغات الأجنبية، عكس ما هو حاصل في الجزائر، وخصوصا العاصمة التي تسيطر عليها الفرنسية وتحتل الصدارة. وأوضحت المتحدثة أن هذا الأمر هو الشيء الوحيد الذي أثار قلقها، داعية مثقفي الوسط ''الفرنكوفوني'' في الجزائر، إلى الاهتمام باللغة العربية وإعادة الاعتبار لها، وكذا تدعيمها وإثرائها. كما أشادت في الوقت نفسه بالثراء والتنوع الموجود في المشهد الثقافي الجزائري الذي يرجع، حسبها، إلى الانتماءات المختلفة. وتطرقت الشاعرة روز كلش إلى تجربتها الإبداعية في مجال الشعر، ومدى تأقلمها مع الجو الأدبي الجزائري، خصوصا أن قطيعتها مع الشعر دامت فترة طويلة قبل أن تعود إليه من بوابة ''صدى الأقلام'' على حد قولها. وقبل ذلك استعرضت الضيفة التي تقيم بالجزائر منذ خمس سنوات، بداياتها الشعرية الأولى، مؤكدة أن حبها للغة العربية وتعلقها بكتابات جبران خليل جبران، كان الباعث الذي حفز فيها هذا الحس، وجعلها تسخر قلمها لخدمة اللغة الأم. وأوضحت أن المناخ الخارجي لم يؤثر فيها، ولا في ذاتها الشعرية، ولم يكن السبب المحرك لقلمها. من جهة أخرى، بررت ضيفة ''صدى الأقلام'' ابتعادها عن القضايا القومية في كتابتها رغم الأوضاع التي شهدتها المنطقة العربية، بتركيبتها الشخصية التي ترفض الخوض في الأشياء المستهلكة، وما يتعلق بالجانب السياسي، مشيرة إلى أن رفضها لسياسة ''التحزب'' وحبها للشعر على سليقته، ومن غير مصالح تربطها ب''المشهد السياسي''، يجعلها تضحي بنصها لعدم إيمانها بفكرة ''الشاعر المسيس''، مضيفة أن ابتعادها عن الكتابة الشعرية خلال الفترة التي قضتها بالجزائر، لا يمكن إرجاعه لكون المشهد الجزائري لا يبعث ''الأريحية'' على الكتابة كما قد يتصوره البعض، وإنما سببه أن المشهد الداخلي لم يكن مهيئا، إلى جانب افتقارها لمعارف في مجال الكتابة بالعربية، وكذا ''زحمة الشغل''. وعدا هذا، أكدت روز كلش أن الأدب الجزائري يحظى بأهمية كبيرة في الجامعات اللبنانية من قبل العديد من الدارسين. واختتمت ضيفة المسرح الوطني جلستها بقراءات لبعض نصوصها الشعرية من بينها ''العبور'' و''التصييف'' و''مشاكسة''، أثارت إعجاب الحاضرين.