أثارت الدكتورة خولة طالب الإبراهيمي مشكلة اللغة الفرنسية عند الجزائريين التي وصفتها بلغة الخبز واللغة المسيطرة في الوسط المهني وفي مجتمعنا عامة. وأكدت الإبراهيمي أن مخلفات هذه المشكلة هو الاستعمار الفرنسي الذي سعى إلى طمس اللغة العربية باعتبارها أهم مقومات الهوية الجزائرية. تطرقت خولة لدى نزولها ضيفة على منتدى الإذاعة الوطنية الثقافي أول أمس إلى مسيرة التعريب في الجزائر. فكانت البداية من الأحزاب السياسية التى كانت تنشط في الفترة الاستعمارية عن طريق مطالبها الموحدة والمشتركة في إعادة اللغة العربية إلى مكانتها من خلال إعادة فتح المدارس الناطقة بالعربية من جديد في فترة ما بعد الاستقلال وبالتحديد في الفترة ما بين 1962 إلى 1989 حيث شهدت سياسة التعريب مدا وجزرا في تطبيقها، بسبب مشاكل السياسة الداخلية التي برزت بعد الاستقلال من جهة والمشاكل الاجتماعية من جهة ثانية، وتضيف المتحدثة ''اليوم أصبحت الفرنسية في الجزائر هي لغة الخبز واللغة المسيطرة في الوسط المهني''. وأشارت ضيفة المنتدى إلى النخب التي تشكلت في الجزائر بعد الاستقلال بفعل اللغة، النخبة المفرنسة التي تتحكم في اللغة الفرنسية وبالتالي جهلها العربية يجعلها تناقض كل ما يتعلق باللغة الأم التي تصفها بالتقليدية والنخبة المعربة المتقوقعة على نفسها والتي ترى في كل تجديد بدعة. وقالت الابراهيمي إن الإشكال المطروح الآن كيف نطور اللغة العربية في الفضاء المدرسي ونخرج بها من المفهوم التقليدي الذي ينظر اليها على انها لا تستطيع مناقشة القضايا الكبرى. كما أعادت الابراهيمي قضية الامازيغية إلى الواجهة والتي قالت بشأنها إنها مرتبطة بالتنوع والاختلاف الثقافي أو ما يعرف اليوم بالديمقراطية. واوضحت ان المشكلة طرحت لأول مرة في العام 49 عندما اجتمع مناضلو حزب الشعب الجزائري، ولكنها قوبلت بالرفض العنيف، مضيفة ان المطلب الثقافي الامازيغي مر بمراحل قاسية إلى أن تم الاعتراف بوجود الأمازيغية وإدراجها في الدستور الجزائري، ''لهذا علينا أن نعترف بالتعايش بين اللهجات''.