البلاد - آمال ياحي - كشفت دراسة مست 26 وحدة صناعية بالجزائر، عن وجود شحنة ملوثة "مرتفعة جدا" تتجاوز أكبر النسب التي حددها القانون، مهددة بتلويث المياه الجوفية التي ترتكز عليها 14 ولاية وتضاهي من حيث الحجم ما يحمله سد بأكمله. وبمناسبة يوم إعلامي وتحسيسي حول الماء في مجال الصناعة تحت شعار "استعمال وآثار"، أكد مدير وكالة الحوض الهيدروغرافي لمنطقة العاصمة - الحضنة-الصومام، مهدي عقاد، أن 34000 كلغ/ يوميا من النفايات الصناعية السائلة تنتجها وحدات هذه المنطقة الصناعية ومن بين هذه النفايات 5000 كلغ/ يوميا تمت معالجتها من طرف الصناعيين قبل أن تصل هذه التدفقات إلى الوسط الطبيعي أو شبكة التطهير العمومية. كما سمح هذا اللقاء بالتطرق إلى مسألة الاستقطاب العقلاني للمياه الجوفية، خاصة وأن المياه الجوفية لمنطقة ما والمسماة الأحواض الهيدروغرافية تستعمل في مجال الصناعة لتلبية حاجيات إنتاجها لاسيما في قطاع الصناعات الغذائية . وتعتبر طبقة المياه الجوفية للمتيجة أكبر احتياط للمياه الجوفية بالمنطقة الوسطى للوطن وتسبب استغلالها المفرط خلال السنوات الأخيرة في انخفاض هام لاحتياطات هذه المنطقة لتصبح بذلك هشة امام دخول مياه البحر، حيث قامت الوكالة الجهوية المتخصصة في التحسيس حول الاستعمال العقلاني للمورد المائي الجوفي والحفاظ عليه من التلوث بتقييم مستوى الشحنة الملوثة، أي كميات تركز المياه الملوثة بهذه المنطقة الصناعية. وبهذا الخصوص تقوم الوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية من خلال إطاراتها وخبرائها بتحسيس الصناعيين والفلاحين من اجل ترشيد استغلال المياه الجوفية والمحافظة عليها من التلوث واشار أحد الخبراء المشاركين في هذا اللقاء إلى ضرورة مشاركة الصناعيين في هذا المسعى من اجل التكفل بالنفايات ومعالجتها على مستواهم وحتى اعادة استعمالها مما سيقلص من الاستهلاك". ويشجع هذا المسعى على الحوار بين مختلف الفاعلين من صناعيين وادارات عمومية وكذا الاسرة العلمية والجمعوية مما سيسمح بتقاسم التشخيصات والحلول الممكنة وخاصة التزام الشركاء من اجل فائدة مشتركة حول هذا المصدر ومن هذا المنظور بادرت الوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية بمسعى لتجميع المياه الجوفية في إطار تسيير مستدام وتضامني على مستوى المنطقة النموذجية لبلدية الحميز في شرق العاصمة. وبلغة الأرقام لفتت رئيسة مصلحة نوعية الموارد المائية بوكالة الحوض الهيدروغرافي لمنطقة الجزائر- الحضنة-الصومام، ايمان لعسل، أن هذا الحوض الهيدروغرافي الموزع على 14 ولاية من وسط البلاد، يتوفر على 5584 بئرا يستخرج 310 مليون متر مكعب سنويا من المياه، أي ما يوازي الطاقة القصوى لسد من السدود. أما الصناعة فتمثل 2 % من استغلال مياه الطبقات الجوفية لمنطقة متيجة من خلال 497 بئرا (7 مليون متر مكعب/سنويا) وتتوفر المنطقة الصناعية للرويبة والرغاية على 226 وحدة صناعية من بينها 61 وحدة تنتج نفايات سائلة صناعية. في حين قامت 45 وحدة منها باستحداث أنظمة للمعالجة الاولية للنفايات الصناعية السائلة بفضل احواض للترسيب أو محطات للتصفية.