أشاد المتدخلون في فضاء ''صدى الأقلام'' للمسرح الوطني الذي حط رحاله مساء أول أمس ببومرداس، في إطار فعاليات عكاظية الشعر الشعبي، بروح التجديد التي ينتهجها الجيل الحالي للشعراء الشعبيين، ورغبتهم في الابتعاد عن المحاكاة بتحرير القصيدة الشعبية من ترسبات التقليد. واعتبر الباحث اللبناني فرحان صالح أن الشعر الشعبي جميعه متشابه كونه يتغنى بالقيم الإنسانية التي تميز الأسر العربية دون استثناء. ودعا ضيف ''صدى الأقلام'' الشعراء الجزائريين إلى التخلص من الأغراض التي عرف بها الشعر الشعبي في الفترة الاستعمارية من مضامين الوعظ والإرشاد التي من شأنها، حسبه، قتل روح القصيدة، مضيفا أن مثل هذه الأغراض تجاوزها الزمن ولم تعد تتماشى مع عصرنا الحالي. من جهته، أوضح الدكتور عبد الحليم بن طوبال، أن ميزة الشعر الجديد تكمن في تخلصه من عقدة المتلقي التي كانت بمثابة السلطة القمعية له، حيث استطاع بفصل ذلك التعبير عن التجارب الإنسانية والبوح بمختلجاته ومكنوناته من غير حرج، في حين نوّه الباحث المتخصص في الثقافة الشعبية عثماني بولرباح، بالقاموس الحي الذي فرضه شعراء الجيل الحالي، والذي أعطى هوية خاصة لنصوصهم الشعرية، وذلك لوعيهم بالكلمة والتركيب والإيقاع. من جهة أخرى، عرفت هذه الأمسية التي أقيمت بالتنسيق مع دار الثقافة لبومرداس ''رشيد ميموني'' والرابطة الوطنية للأدب الشعبي، مشاركة خمسة شعراء هم خالد شهلال من مستغانم، ومي غول من الأغواط وعمر بن جردة من البويرة وكمال شرشال من العاصمة وقادة دحو من تيارت، حيث قدموا فيها نصوصا شعرية متنوعة الأغراض والمضامين.