أرجأت محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء شرق العاصمة الجزائر، أمس، محاكمة شبكة إجرامية اختصت في استيراد وتجارة المخدرات، ضمت 9 أفراد بينهم طيار متربص بالخطوط الجوية الجزائري يكنى "ديدينو"، تقني سامي بشركة "نفطال" وعون أمن بالمطار الدولي هواري بومدين يقودهم مغترب بمدينة ليون الفرنسية، ما مكن من مصادرة أزيد من 4 آلاف قرص من مختلف المؤثرات العقلية تمكن الطيار المتربص من إدخاله أرض الوطن مموهة ومدعية أنها موجهة لمرضى السرطان، كما تم حجز كمية من القنب والكوكايين ومبالغ مالية بالعملتين الوطنية والأجنبية. وتم تفكيك هذه الشبكة الإجرامية، بتاريخ 1 ماي 2017، عقب معلومات وردت فصيلة مكافحة الاتجار غير الشرعي للمخدرات بشرق العاصمة، تفيد بوجود شخص يدعى (أ.س.أ) يروج للقنب الهنب الهندي والمؤثرات العقلية بمحل إقامته بالدار البيضاء. وعلى إثر ذلك باشرت مصالح الأمن تحرياتها، وبعد ترصد المشتبه فيه تم توقيفه قرب مقر ديوان الأرصاد الجوية بالدار البيضاء، وخلال إخضاعه لعملية التفتيش عثر بحوزته على مسحوق من المؤثرات العقلية من نوع "سوبيتاكس"، كما عثر بأحد أركان منزله على قطعة صغيرة من المخدرات ومبلغ مالي قدرهُ 62000 دج. ومن خلال معاينة هاتفه النقال، تم العثور على صور لذات المتهم وهويستعرض كمية من المؤثرات العقلية من نوع "ريفوتيرل". استمرارا للتحقيق، قامت مصالح الأمن بتفتيش سيارة المعني وهي معطلة، حيث عثر بها على 4 أقراص من المهلوسات من نوع "سوبيتاكس" كانت مخبأة بالمقعد الخلفي للسيارة، لتتخذ ضدّه الإجراءات القانونية اللازمة، ومن خال استجوابه، أقر المعني باستهلاكه المؤثرات العقلية وأنه يقتنيها من شخص يقيم بباب الوادي وآخر بالدار البيضاء يدعى (أ.م.ع)، لتتمكن الضبطية القضائية من توقيف الأخير على متن سيارته، وبإخضاع محل إقامته للتفتيش عثر بها على 566 قرصا من المؤثرات العقلية من نوع "سوبيتاكس" وكمية من المخدرات الصلبة من صنف "الكوكايين" بلغ وزنها 9.1 غراما ومبلغ مالي فاقت قيمته ال 10 ملايين سنتيم، حيث أكد أنه مدمن على استهلاك "الكوكايين قبل سنة خلال تواجده بسويسرا. وفي إطار سعي مصالح الأمن للإطاحة بكافة أفراد هذه الشبكة كشف (أ.م.ع) عن ممونه الرئيسي ويتعلق الأمر بالمدعو(س.س) المكنى "ديدينو" وهوطيار متربص بالخطوط الجوية الجزائرية، الذي تبين أنه كان يستغل تربصه بمدرسة الطيران بمدينة مونبوليي الفرنسية لاستيراد المخدرات وبالأخص المهلوسات بطريقة غير شرعية ويمررها عبر جهاز "سكانير" ويوهم الجمركي وشرطة الحدود أنها أدوية لعلاج داء السرطان، بعدما يمونه بها مغترب بمدينة ليون ينحدر من ولاية بجاية يدعى (ب.ن) قصد تسليمها لشقيقه بالجزائر لشقيقه (ب.ف)، كما يقوم الطيار المتربص بترويجها في الجزائر عن طريق المدعو(ح.إ) الذي تم توقيفه في وقت لاحق بمعية الطيار المتربص الذي تمكنت مصالح الأمن من مصادرة بمسكنه 2959 قرصا بداخل 4 علب سجائر من نوع "مالبوروقولد" للتمويه وكانت مخبأ في حقيبة سوداء اللون، منها 2660 قرصا من نوع "سوبيتاكس" ملفوفة بورق الألمينيوم، وكمية أخرى من أنواع مختلفة للمؤثرات العقلية منها "تيميستا"، "ديازيفام"، لقزومين"، "فاليوم" و"لقوزانسيا"، غير أن الطيار المتربص، أنكر في معرض استجوابه في خضم التحقيق معه، متاجرته في المهلوسات، مؤكدا أن حيازته لتلك الكميات التي جلبها من مدينة ليون الفرنسية في إطار تربصه هولأجل استهلاكها، حسبه، في إطار العلاج من الأرق. كما أنكر ترويجها بالجزائر أوبيعها لفائدة المدعو(أ.م.ع)، مع أن الأخير شدد في تصريحات على أن الطيار ظل يمونه بالمهلوسات لمدة ثمانية أشهر وكان هو يتولى تخزينها فقط. كما كشفت التحريات، أن الطيار المتربص، كان يرسل أشخاصا لاقتناء له المؤثرات العقلية على غرار (إ.س) تقني سامي بالشركة الوطنية "نفطال" و(ح.إ) عون أمن بالمطار الدولي هواري بومدين، وكذا آخران ينحدران من إقليم بلدية المحمدية يظل أحدهما في حالة فرار. وفي سياق التحقيق، وفي إطار عملية التفتيش التي طالت مسكن عون أمن المطار به على قرصين من نوع "بريغابالين" وقرص آخر من نوع "ليريكا" وقطعة من القنب الهندي بلغ وزنها 1.2 غراما، فضلا عن مبلغ مالي قدرهُ 310 أورو، حيث كشف عن تعاملاته مع الطيار المتربص المعروف باستيراده للمهلوسات، حيث سبق له وأن شاهده مرة وهويبيع 50 صفيحة من المهلوسات بها 350 قرصا بقيمة 10 ملايين سنتيم للمدعو"نزيم". وفي إطار التحقيق مع أفراد هذه الشبكة تم إيقاف 9 مشتبه فيهم بينهم المغترب الذي صدر ضدّهُ أمر بالقبض الدولي وعاد إلى أرض الوطن قصد إفراغه، ليحالوا على محكمة الجنايات لارتكابهم جناية استيراد المخدرات والمؤثرات العقلية في إطار جماعة إجرامية منظمة، في انتظار محاكمتهم لاحقا.