باتت قضايا تورط مضيفي الطيران في الخطوط الجوية الجزائرية تصنع الحدث في تجارة المؤثرات العقلية من خلال استغلال وظيفتهم لاستيراد الممنوعات قصد ترويجها بالجزائر. فبعد قضية مغني "الفلامينكو" المكنى "رضا سيكا" الذي تورط في تهريب الكوكايين من العاصمة المالية باماكو إلى الجزائر، جاء الدور هذه المرة على مضيفين آخرين كانا يشتريان المؤثرات العقلية بمختلف أنواعها من العاصمة الفرنسية باريس للمتاجرة بها في الجزائر، ومصادرة أزيد من 300 قرص وكمية من القنب الهندي ومبلغ 920 مليون سنتيم. الكشف عن مجريات هذه القضية التي عالجتها الضبطية القضائية لفرقة مكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات والمؤثرات العقلية، تم بناء معلومات تلقتها بشأن المدعو (ق.أ) المقيم بشارع فرحات بوسعد بالعاصمة، مفادها أن هذا الأخير يتاجر بالمخدرات مستغلا مسكنه لإخفائها. قامت الضبطية القضائية بترصده ليتم توقيفه قرب مسكنه في 27 أفريل 2015، وبإخضاعه للتفتيش عثر بحوزته على قرص مهلوس من نوع "سوبيتاكس" وهاتف نقال ومبلغ 17 ألف دج، كما تم تفتيش مسكنه فعُثر على كمية معتبرة من المؤثرات العقلية من نوع "سوبيتاكس"، "ريفوتريل" و«باركيديل" ومبلغ 44.6 ألف دج، ليكتشف عند استجوابه أن ممونه هو المكنى "نونو رأس البقرة" يتعلق الأمر ب (ك.ن.د) ليتم توقيفه وإحباط نشاط هذه الجماعة الإجرامية التي ضمت إلى جانب السالف ذكرهما المسميين (ل.م) و(س.أ) وهما مضيفا طيران بالخطوط الجوية الجزائرية. وأفاد المتهم الأول أنه يحوز المهلوسات للاستهلاك الشخصي، إذ يقتني "الريفوتريل" و«البركيديل" من أشخاص يجهل هويتهم بمناخ فرنسا في وادي قريش ب 300 دج للقرص الواحد، "سوبيتاكس" ب 700 دج لربع قرص و2500 دج للقرص الواحد بعدما يشتريها من المكنى "نونو رأس البقرة" المقيم بحي الكاريار ببلكور، وأنه يتعامل معه بمعدل صفقة كل 20 يوما منذ 6 أشهر قبل توقيفه، ويبيعه الصفيحة الواحدة ب 11 ألف دج وكان على اتصال دائم معه، غير أن عملية التسليم والاستلام كانت تتم عبر الوسيط (س.أ) وهو مضيف طيران تم توقيفه يوم 5 ماي 2015، وبحوزته مبلغ مالي وكمية من المخدرات أكد أنه يحوزها لأجل الاستهلاك الشخصي، واعترف بأن مادة "النوزينون" كان يقتنيها من مستشفى البليدة منذ حوالي سنة، أما "سوبيتاكس" فيشتريها من "نونو رأس البقرة" منذ حوالي سنتين بمعدل 10 إلى 20 صفيحة مرتين في الشهر، كما أنه اعتاد شراءها من (ا.م) الذي يتعامل معه منذ 4 سنوات وهو الآخر مضيف طيران، والذي أثبتت التحريات الأمنية والقضائية أنه كان يجلبها من فرنسا. وعند توقيفه ضبط بحوزته قرص من "سوبيتاكس" و54 ألف دج، وبتفتيش مسكنه تم حجز 19 صفيحة "سوبيتاكس" و17 قرصا من المخدر نفسه بعلبة و62 قرصا من "النوزينون" وقرص "إكستازي" و7 قطع من القنب الهندي ومبلغ 8 ملايين دج، حيث اعترف بأنه يقتنيها من "نونو رأس البقرة" زاعما أنه كان يحتفظ بالمخدرات لتخزينها لأجله أيضا. كما أقر أنه يقتني المهلوسات من العاصمة الفرنسية باريس ب 21 أورو بمعدل 3 صفائح كل شهرين بوصفة وغير وصفة طبية ومرات أخرى يشتريها الشوارع الباريسية بمبلغ 30 إلى 40 أورو للصفيحة الواحدة، وكان يدخلها خفية عبر مطار هواري بومدين الدولي، بعد تفكيك الحبوب ووضعها في علب أدوية أخرى تفاديا لاكتشافها. أما قرص "الاكستازي" فسلم له بأحد الملاهي الباريسية. وبسماع "نونو رأس البقرة" اعترف ببيعه المؤثرات العقلية ليكشف أن تعاملاته مع المتهم الأول انطلقت قبل 4 أشهر بعدما تعرف عليه بالمؤسسة العقابية بعين وسارة حيث كان يقضي عقوبته لأجل قضية مخدرات، مؤكدا أنه اعتاد تزويده ب 20 صفيحة كل 3 أو 4 أيام بقيمة 7 آلاف دج للصفيحة الواحدة التي تحوي 7 أقراص. عقوبات بالسجن بين 4 و7 سنوات بعد التماسات بالمؤبد وخلال مرافعته، شدد ممثل النائب على مدى خطورة أفعال أفراد هذه العصابة المتابعين بالمتاجرة في المخدرات والمؤثرات العقلية في إطار جماعة إجرامية منظمة، لاسيما أن اثنين من عناصرها مضيفان بالخطوط الجوية الجزائرية، كان أحدهما يتولى جلبها عبر المطار الدولي بالجزائر، ملتمسا بذلك عقاب المتهمين بالسجن المؤبد قبل أن تقضي المداولات القانونية بإدانة المتهم الأول ب 5 سنوات سجنا وممونه "نونو رأس البقرة" ب 7 سنوات سجنا، فيما أدين المضيفان ب 4 و5 سنوات على التوالي.