البلاد - حليمة هلالي / م.بوذيبة - تواصل النيران زحفها لعدة مناطق من الوطن والتهامها الأخضر واليابس مسببة هلعا وسط الساكنين على غرار نشوبها بمنطقة الاطلس البليدى وقسنطينة بجبل الوحش وبغابات ميلة وباتنة وغيرها من المدن التي سببت النيران فيها خسائر بالجملة ففي ضرف شهر جويلية فقط التهمت النيران مساحة اجمالية تناهز 2000 هكتار وهذا ما ادى لاستنفار كل الجهات لتشكيل خلية ازمة لمتابعة الأضرار الناجمة عن الحريق والتكفل بها. النيران تستنفر الحكومة والاستعانة 8 طائرات لإخمادها بجبل الوحش وبخصوص النيران المشتعلة بالشرق الجزائري أكد امس، مدير محافظة الغابات بولاية قسنطينة، أنه تم تخصيص 8 طائرات هيليكوبتر لاخماد الحريق بجبل الوحش مشيرا أن الطائرات قادمة من العاصمة وستباشر عملها مع ظهر الجمعة ، مشيرا إلى أن النيران لاتزال مشتعلة لحد اللحظة بفعل الحرارة والرياح التي ساعدت على امتدادها. وتسببت موجة الحرائق الكبيرة التي شهدتها ولايتي سكيكدةوقسنطينة في إتلاف عشرات الهكتارات من الثروة الغابية وحقول الأشجار المثمرة وخلايا النحل والمداجن وأتت على الأخضر واليابس في العديد من من المناطق، ففي منطقة "بيسي" بين بلديتي عزابة وبني بشير خلفت موجة الحرائق الكبيرة التي اندلعت صبيحة الخميس في كارثة حقيقية حيث اتلفت عشرات الهكتارات من الثروة الغابية والأشجار المثمرة وحقول الفلاحين. وتطلب ذلك تدخلا محتشما لمصالح الحماية المدنية ومصالح محافظة الغابات رغم تلقي الدعم من نظيراتها بعنابة وڤالمة بسبب نقص الوسائل وسرعة الرياح والحرارة الشديدة التي ضربت المنطقة موجة الحرائق الكبيرة لم تخلف خسائر مادية تذكر باستثناء احتراق بعض الأكواخ القديمة والمداجن وخلايا النحل غير ان مصالح الحماية المدنية تمكنت من انقاد عشرات العائلات من الحريق بمنطقة "بيسي" بعد أن تم إجلاؤها من مساكنها في وقت قياسي. إلى ذلك عرفت منطقة جبل الوحش بقسنطينة مصيرا مماثلا بعد أن أتت ألسنة النيران على عشرات الهكتارات من الثروة الغابية. وحاصرت ألسنة النيران الطريق السيار شرق غرب بالمنطقة واحترقت شاحنة كانت مركونة بالطريق المذكور كلية. وتضررت الثروة الغابية وحقول الفلاحين وعدد كبير من المداجن وخلايا النحل. ولم تفلح التدخلات السريعة لمصالح الحماية المدنية ومصالح الغابات وجموع المواطنين في إخماد ألسنة النيران إلا في ساعة متأخرة من عشية الخميس، هذا وتسبب حريق مهول نشب بمدجنة من البوليستار والبلاستيك، في تفحم 2000 دجاجة و40 قنطارا من علف الدجاج واحتراق عتاد خاص بتربية الدواجن وإتلاف 18 قارورة غاز، بقرية أولاد سليمان ببلدية أم الطوب بولاية سكيكدة، حسب ما علم من مصالح الحماية المدنية. تجدر الإشارة إلى أن بلدية أم الطوب، تعتبر واحدة من أشهر المناطق المختصة في تربية الدواجن وتمون السوق المحلية بكميات كبيرة من الدجاج. وقامت مصالح الدرك الوطني بقطع الطريق السيار شرق غرب قرب جبل الوحش في قسنطينة، وتوقيف حركة المرور من وإلى سكيكدة. وجاءت خطوة قطع الطريق بعد وصول النيران التي اندلعت بالمنطقة إلى مقاطع من الطريق السيار واحتراق شاحنة مقطورة. من جهتها كشفت خلية الإعلام والاتصال للحماية المدنية بولاية ميلة أنه تم إخماد كل من الحريقين الأول بمشتة السخيفة ببلدية العياضي برباس والثاني بمشتة بني عفاق ببلدية ترعي باينان مع بقاء الحراسة الأمنية بعين المكان.
النيران تقتل طفلة وتصيب 4 أفراد من عائلتها في البليدة من جهة أخرى التهمت النيران منزل عائلة بولاية البليدة وأوفد وزير الداخلية والجماعات المحلية، المندوب الوطني للأخطار الكبرى وتسيير الكوارث، الطاهر مليزي، والمدير العام للحماية المدنية ووالي البليدة، لتقديم التعازي، ومعاينة مكان الحريق، الذي خلف مقتل طفلة رضيعة، وإصابة 4 من أفراد عائلتها، في حريق مشبوه، اندلع فجر امس الاول، بالغابة المجاورة لمسكن عائلة الضحايا. وصرح والي البليدة، بأن وزير الداخلية أعطى تعليمات للتكفل بالعائلة الضحية، ومنحها سكنا مجهزا، فضلا عن الاهتمام بها ماديا ومعنويا. تجدر الإشارة إلى أن حريقا اندلع فجر امس الاول بالغابة الواقعة بمنطقة القلعة بطريق بلدية عين الرمانة، غرب البليدة، فخلف مقتل رضيعة في عامها 2، وإصابة والديها وشقيقيها بحروق وصدمة نفسية، وإتلاف ما لا يقل عن 10 هكتارات من الغطاء النباتي، فيما فتحت مصالح الدرك تحقيقا للكشف عن أسباب اندلاع الحريق غير المتوقع. ولا تزال وحدات الإنقاذ والإطفاء، ترابض بتخوم مكان الحريق، وأيضا بمنطقة جلالطة ب«محمية الشريعة الطبيعية"، والتي شهدت أيضا اندلاع حريق استدعى تدخل وحدات الحماية لأولاد يعيش والبليدة والرتل المتنقل، لمنع وصول النيران إلى السكنات بالأحياء الجبلية، حيث أسفرت عمليات التدخل عن إنقاذ عائلات من الحرق، وتم بموجب ذلك إخلاء عدد من السكنات، وإجلاء نحو 30 طفلا إلى مسجد بالضواحي، لإبعادهم عن الحريق الذي ما يزال عناصر الإطفاء يعملون على السيطرة عليه، ومراقبة عودة اندلاع النيران، في ظل هذه الظروف الطبيعية والمناخية المساعدة. يذكر في سياق الحرائق المشبوهة التي عرفتها سلسلة الأطلس البليدي، منذ حلول فصل الحرارة وموسم الحرائق، أن حجم الخسائر في الممتلكات، سواء كانت غابية أو في البساتين، وصناديق النحل، والمداجن واصطبلات تربية الحيوانات، تعد بالملايين إلى غاية الساعة، وقدرت المساحة المتضررة من النيران، بما لا يقل عن 120 هكتارا.