البلاد - بهاء الدين.م - تظاهر آلاف الجزائريين اليوم في الجزائر العاصمة ومختلف ولايات الجمهورية للمطالبة بتغيير جذري يشمل رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وبضمانات لتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة. وجدّد المشاركون في المسيرات رفضهم للحوار الذي تقوده هيئة الوساطة. كما ترددت خلال المسيرات شعارات تؤكد على دولة مدنية تحترم القانون، وتطالب بتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور المتعلقتين بسيادة الشعب. وقبيل انطلاق المظاهرات، وُصف انتشار قوات الأمن وسط العاصمة ومداخلها بغير المسبوق، حيث نشرت عشرات العربات، كما جرى تشديد الإجراءات عند مداخل المدينة. للجمعة ال 27 على التوالي، جابت المسيرات السلمية شوارع وساحات الجزائر العاصمة، في موعد آخر سجل فيه المتظاهرون تصميمهم على تجسيد مطالبهم، وفي صدارتها تكريس السيادة الشعبية وطي صفحة النظام السابق من خلال إبعاد كل رموزه ومحاسبة أصحاب الفساد، فعقب صلاة الجمعة، كانت الوجهة معلومة لدى الكثير من سكان العاصمة وحتى القادمين إليها من باقي الولايات، فقد شرع هؤلاء، مثلما درجوا عليه منذ 22 فيفري الماضي، في التجمع بأهم شوارعها وساحاتها التي تحتضن الحراك الشعبي منذ عدة أشهر، في خطوة أضحت السمة المميزة لنهاية الأسبوع. واحتضنت شوارع ديدوش مراد وحسيبة بن بوعلي والعقيد عميروش، بالإضافة إلى ساحة موريس أودان والفضاء المحيط بساحة البريد المركزي جموع المحتجين الذين سجلوا حضورهم، متحدين بذلك حرارة منتصف شهر أوت، وإصرارهم على الاستجابة لمطالبهم المرفوعة منذ قرابة سبعة أشهر. وقد حافظ المحتجون على موقفهم تجاه مسار الحوار الوطني الذي تديره الهيئة الوطنية للحوار والوساطة، التي باشرت في عقد لقاءات مع الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني، حيث أكدوا مجددا رفضهم لأي حوار تشارك فيه الوجوه المحسوبة على النظام السابق، فيما ذهب بعضهم إلى إعلان رفضهم للهيئة نفسها. كما كانت مسألة محاربة الفساد حاضرة خلال هذه المسيرات، من خلال التشديد على ضرورة محاسبة المتورطين فيه واسترجاع الأموال والممتلكات المنهوبة، تأكيد عكسته العديد من الشعارات، على غرار "محاربة الفساد يجب أن تتواصل باسترجاع أموال الشعب". وبولايات الوسط، فأهم ما ميز المسيرات بالبليدة والشلف والجلفة "السيادة للشعب" والمطالبة ب«مؤسسات دستورية شرعية". وعاشت بدورها ولايات تيزي وزو وبجاية وبومرداس والبويرة المظاهرات نفسها المطالبة ب«التغيير الديمقراطي" و«فرض دولة القانون" والرافضة للحوار مع "رموز النظام القديم" والدعوة ل«إطلاق سراح الذين تم توقيفهم خلال المظاهرات السابقة". كما دعا متظاهرون إلى إقرار فترة انتقالية. وفي ولايات الشرق، خرج مواطنون للتأكيد عموما على المطالب السياسية نفسها، أهمها "التغيير الجذري للنظام " و«احترام الإرادة الشعبية". ففي قسنطينة، خرج متظاهرون بأعداد متزايدة عن الجمعات الأخيرة، عبر شوارع وسط المدينة، على غرار محمد بلوزداد وعبان رمضان وساحة الشهداء مطالبين باحترام إدارة وسيادة الشعب، كما جاء في هتافات جموع المتظاهرين الذين كان أغلبهم يحمل الراية الوطنية. وهتف العديد بشعارات "ماراناش حابسبين" (لن نتوقف)، كما عبر البعض منهم عن رفضه ل«لجنة الحوار"، معتبرا إياها "غير شرعية". والمطالب نفسها رددها متظاهرون بجيجل وتبسة وقالمة، حيث جاب المعنيون أهم شوارع مدينتهم وعبروا عن تصميمهم على مواصلة مسيراتهم إلى غاية تلبية مطالبهم. وبغرب البلاد، سجلت مسيرة لمئات المواطنين بوهران عبر شارع "العربي بن مهيدي" الرئيسي وشوارع أخرى قبل التجمع أمام مقر الولاية، حيث جددوا النداء بمطلب التغيير من أجل "جزائر حرة وديمقراطية".