شرطي يقتل زوجته وأختها وصهريه رميا بالرصاص ويصيب آخر بسيدي بلعباس البلاد - آمال ياحي - انتشرت جرائم القتل بصفة مقلقة في المجتمع الجزائري، خلال الآونة الاخيرة، واضحت تحدث في الوسط العائلي وليس في الشارع كما كان معهودا في السابق. وتظهر التحقيقات الامنية أن جل الجرائم المرتكبة في السنوات القليلة الماضية بين الاقارب سببها الضغوط، الجنس، المال والمخدرات. هذا وتسبب العدد المتنامي لجرائم القتل في الوسط العائلي أو بين الاقارب في حالة من الخوف الدائم لدى أفراد المجتمع واستوطنت الشكوك والوساوس جل بيوت الجزائريين نتيجة تزايد حالات القتل بين أفراد العائلة نفسها بسبب المال أو الشرف والانتشار الخطير لظاهرة تعاطي المؤثرات العقلية من قبل الشباب الذي يعيش ظروفا اجتماعية صعبة، حيث أصبحت الجريمة ترتكب لأتفه الأسباب وبأبشع الطرق وفي بعض الأحيان ترتكب لتصفية خلافات بالانتقام من أشخاص أبرياء، إذ كثيرا ما تهتز بعض المدن والأحياء الشعبية على وقع جرائم مروعة يذهب ضحيتها أشخاص لا ذنب لهم سوى أنهم الوسيلة الوحيدة التي تستخدم للانتقام من أطراف الخلاف.
شرطي يقتل زوجته وأختها وصهريه رميا بالرصاص ويصيب آخر بسيدي بلعباس اهتزت أمس بلدية سيدي لحسن الواقعة على بعد 05 كلم غرب عاصمة الولاية سيدي بلعباس، على وقع جريمة قتل شنعاء، بعد أن أقدم شرطي على إطلاق النار على عائلة زوجته وتسبب في قتل 4 أشخاص وإصابة آخر. الفاجعة الأليمة جاءت بعد دخول الشرطي لبيته على الساعة الرابعة صباحا، إثر مناوشة حصلت بين الجاني وزوجته البالغة 30 سنة، ما جعل المتهم يطلق الرصاص على زوجته وأختها وأبيها وأمها فيما أصيب شقيقها بجروح بليغة وتم نقله على إثرها نحو مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي حساني عبد القادر. بينما تم نقل جثمان الضحايا إلى مصلحة حفظ الجثث وتم فتح تحقيق من أجل الوصول إلى تفاصيل الحادثة التي نزلت كالصاعقة بولاية سيدي بلعباس. بينما تسجل الولاية الجريمة الثانية من نوعها في ظرف ثلاثة أسابيع بعد مقتل كهل يبلغ من العمر 47 سنة بحي عظيم فتيحة. وتواصل المصالح الأمنية عملية البحث من أجل إيقاف المجرمين اللذين لاذا بالفرار. وأعادت هذه الحادثة إلى الاذهان جريمة قتل بشعة، من توقيع شرطي يعمل بوحدة التدخل في هذه الولاية، حيث قتل صهره وشقيقة زوجته بإطلاق وابل من الرصاص عليهما، باستخدام مسدسه، لأسباب تقول الروايات أنها عائلية. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن الجريمة وقعت على مرأى ابنته الصغيرة.
إمرأة تخنق ابنتها ذات ال5 سنوات حتى الموت بخميس مليانة توصلت مصالح الأمن الحضري الأول بخميس مليانة إلى فك لغز جريمة قتل بقيت لأيام دون حل وذلك منذ حوالي أسبوعين عقب تحويل جثة طفلة صغيرة في الخامسة من عمريا، إلى مستشفى خميس مليانة، من طرف ذويها وقد فارقت الحياة بمبرر وعكة صحية. وخلال نقلها جثة الطفلة إلى الاستعجالات الطبية بمستشفى خميس مليانة لجثة الطفلة الصغيرة، كان واضحا أنها توفيت نتيجة تعرضها للتعنيف الجسدي، حيث تعود تفاصيل القضية إلى 29 سبتمبر الفارط، في حدود الساعة العاشرة والنصف مساء وهو الوقت الذي كانت تجري فيه المصلحة المختصة المعاينة الطبية الأولية التي أجريت لها. وباشرت على أساس ذلك الضبطية القضائية بالأمن الحضري الأول بمدينة خميس مليانة التحقيق في ملابسات الوفاة وتبيّن أن والدة الضحية قامت بتعنيفها على مستوى المنزل من خلال ضربها ضربا مبرحا وخنقها إلى أن فارقت الحياة ومحاولة منها للتمويه وإبعاد الشكوك عن فعلتها، قامت بنقها إلى المستشفى على أساس أنها تعرضت لوعكة صحية.
جرائم على "المباشر" وأخرى صامتة يكشفها التشريح كثيرا ما تتلقى مصالح الأمن شكاوى تتقدم بها عائلات جزائرية تفيد بأن أحد أفرادها اختفى، فتيات، أطفال ومسنون وشباب، طال غيابهم من المنزل، وعثر على جثثهم في ما بعد مرمية أو مخفية في مكان ما بعد قتلهم لكن المفاجأة تأتي عندما يكشف التحقيق أن العائلة التي سارعت قلقة وحزينة على اختفاء فرد من أفرادها هي التي قتلته أو تسترت على قاتله. هذا وانتشرت مؤخرا جرائم قتل بشعة في الوسط العائلي، منها ما حاول مرتكبوها طمس معالم فعلتهم الشنيعة وإخفاء الجثة بالحرق أو الدفن أو رميها بعيدا عن مقر السكن، إلا أن التحقيق ورغم العراقيل والصعوبة في تحديد الجاني كشف وبمساعدة الطب الشرعي عن تفاصيل قضايا قتل طمست لسنوات تعدت ال20 سنة. وأكدت الأكاديمية الجزائرية للطب الشرعي في تقرير حديث لها أن أغرب جرائم القتل ارتكبت مؤخرا في حق البنات والأطفال وكبار السن ومرتكبيها أفراد العائلة، موضحة أنه في الكثير من الأحيان تتواطأ العائلة كلها لقتل أحد أفرادها، ما يصعب على الطب الشرعي والمحققين تحديد الجاني، حيث اشار المصدر إلى العديد من حالات القتل التي تم التستر عليها على غرار حالة شابة عثر عليها مرمية على قارعة الطريق في ناحية من نواحي العاصمة، وتبين للطب الشرعي أنها قتلت، كانت عائلتها قد بلغت الشرطة عن اختفائها لكن تشريح الجثة حدد الوقت الذي كانت فيه الضحية في بيت عائلتها ومن خلال العمل المتكامل مع الضبطية القضائية، توصل التحقيق إلى أنها قتلت وسط عائلتها، ومن طرف أحد أفراد العائلة تسترا على قضية شرف. وكشف المصدرعن تشريح 15 جثة ما بين 2017 و2018 لضحايا جريمة قتل في الوسط العائلي من بينهم أطفال ومراهقات، حيث سهلت الوسائل الحديثة والتقنيات الرقمية التي تستعملها الضبطية القضائية من عمل الطب الشرعي الذي يعتبر حلقة هامة في التحقيق.
قضايا قتل "نائمة" كشفتها صحوة ضمير من جهتها اشارت مصادر أمنية إلى حالات جرائم قديمة ارتكبت في الوسط العائلي، لكن الزمن كشف عنها، وأكدها التشريح بعد استخراج الجثة من القبر بعد مرور ربع قرن أحيانا وتم في هذا الشأن استخراج 20 جثة منذ 2010، لإعادة تشريحها حيث تبين الكثير من الجثث أن أصحابها قتلوا بالخنق أو بالضرب والجرح، ولعل ابرزها قضية وقعت في برج البحري شرق العاصمة سنة 2007 متعلقة باستخراج جثة رجل مر على دفنه 15 سنة وهذا بعد تصريحات أدلى بها شاب مراهق يتعاطى المخدرات إلى مصالح الدرك تفيد بأن والدته قتلت أباه ودفنته رفقة عشيقها في محيط البيت.
المال والشرف والمخدرات صنعت مثلث الموت في المجتمع الجزائري في السياق ذاته، أكد العديد من الخبراء في الادلة الجنائية أن الجريمة في الوسط العائلي تعتبر من أصعب الجرائم التي يواجهها الطب الشرعي والتحقيق الأمني بالنظر إلى طبيعتها ونوعها، وقال إنها تتعلق في الغالب بالشرف، حيث إن الكثير من الفتيات وحتى النساء قتلن بعد وقوعهن في حمل غير شرعي أو علاقة غير شرعية، إضافة إلى الصراعات والخلافات بين الأزواج والحقد بين أفراد الأسرة الواحدة والأقارب. وأثبتت التحقيقات الأمنية أن قضايا الجنس والمخدرات والأموال والميراث ساهمت في انتشار جريمة القتل في الوسط العائلي وتقول المحامية فاطمة الزهراء بن براهم في تصريح ل "البلاد" إن استفحال الجريمة في الوسط الاسري تنذر باختفاء القيم وهو ما يقتضي من السلطات اتخاذ الاجراءات المناسبة للتصدي لانتشار المخدرات بكل انواعها لأنها السبب الرئيسي لقضايا القتل، لا سيما في حق الآباء والاخوة واروقة المحاكمة مليئة بشتى قضايا العنف والقتل بين افراد نفس العائلة والاخطر أن هذه المسألة وصلت إلى القصر وأضافت أن العنف انتقل من الشارع إلى بيوت الجزائريين ولن يوقفه إلا محاربة صارمة لبارونات المخدرات وتدابير اخرى ينبغي أن تتخذ عاجلا للتكفل بانشغالات الشباب.