أعضاء من "السينا" يرفضون "التمديد" لڤوجيل البلاد - عبد الله نادور - يعيش مجلس الأمة على وقع أزمة سياسية تلوح في الأفق، خاصة بعد أن تجاهل آخر اجتماع لمكتب المجلس قضية استخلاف عبد القادر بن صالح المستقيل منذ ما يقارب الشهر، حيث حدثت ملاسنات كبيرة على خلفية "التمديد" المقنع الذي حصل لفائدة الرئيس بالنيابة، صالح قوجيل، ما دفع بعدد من النواب للمطالبة بتدخل الرئيس تبون، باعتباره حامي الدستور والمؤسسات. وفي هذا السياق، استنكر عدد من أعضاء مجلس الأمة ما اعتبروه "تمديدا مقنعا" لرئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل، بعد أن تجاهل مكتب المجلس المجتمع مؤخرا، قضية استخلاف الرئيس المستقيل، عبد القادر بن صالح، ولم يحدد جلسة لإثبات الشغور وانتخاب رئيس جديد للمجلس، طبقا لما ينص عليه النظام الداخلي للغرفة العليا للبرلمان. وبخصوص هذا الأمر، قال العضو عبد الوهاب بن زعيم، في تصريح ل«البلاد"، إن بيان مكتب مجلس الأمة "عبارة عن تمديد لرئيس المجلس بالنيابة"، مشيرا إلى أنه يحمل "عدم احترام القانون والدستور وتثبيت الشغور بدل انتخاب رئيس مجلس بالانتخاب والاقتراع السري، حسب ما ينص عليه القانون والدستور"، ووصف الوضعية الحالية داخل الغرفة العليا، بأنها "أزمة داخل مجلس الأمة"، متهما الإدارة عبر صفحته "الفايسبوكية" قائلا، "الإدارة تمدد عهدة الرئيس بالنيابة من دون احترام الدستور والقانون"، مضيفا "أعضاء المجلس يرفضون كل تمديد خارج الانتخابات والصندوق والشرعية". وذكر بن زعيم، بأن النظام الداخلي للمجلس واضح، حيث ينص على أنه في حالة الشغور بالاستقالة يجتمع مكتب المجلس ونذهب لانتخاب رئيس جديد للغرفة في ظرف 15 يوما، ما جعله يعتبر أن "الرئيس بالنيابة وضع نفسه رئيسا دون احترام القوانين الموجودة". وطالب المتحدث بتدخل رئيس الجمهورية "باعتباره حامي الدستور وحامي المؤسسات، وقد أقسم على السهر لتسيير مؤسسات الدولة". من جهته، محمود قيساري، عضو مجلس الأمة عن حزب جبهة التحرير الوطني، اعتبر بيان مكتب مجلس الأمة الأخير، بمثابة "تمديد لقوجيل خارج الأطر القانونية"، وأوضح ل«البلاد" قائلا "نحن ننتظر تدخل رئيس الجمهورية بصفته حامي الدستور، لأن رئيس المجلس بالنيابة خرق الأعراف والقوانين"، وأشار إلى أن عددا من الأعضاء ورؤساء الكتل "تحدثوا معه وهو متشبث بالمنصب". كما اتهم أيضا العضو قيساري "تيار داخل الإدارة يتخفى وراء قوجيل، ولديه أجندات ويريدون الحكم بواسطته". للإشارة، فإن صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة بالنيابة، عقد الأحد الماضي، اجتماعاً موسعاً لمكتب المجلس، جمع رؤساء المجموعات البرلمانية وخُصص لتدارس والتباحث حول الدور الذي سيضطلع به مجلس الأمة في المرحلة المقبلة، مواءمة مع تعهدات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، والمتضمنة في برنامج العمل المعلن عنه، بما يستجيب لتطلعات الشعب ومطالبه المشروعة، بدءًا بأولويات الراهن الحالي، والمتمثلة في تعديل الدستور.كما تقرر خلال هذا الاجتماع، استئناف السير العادي لعمل المجلس، والتحضير لمناقشة مخطط عمل الحكومة، الذي سيعرض على البرلمان لدراسته وإثرائه، ومواصلة مناقشة نصوص القوانين قيد الدراسة، أو تلك المنتظر إحالتها على مجلس الأمة من قبل المجلس الشعبي الوطني، وذلك في إطار الصلاحيات المخولة للمجلس.