البلاد.نت- حكيمة ذهبي- دخلت السلطات العمومية، منذ بداية الأسبوع الجاري، مرحلة متسارعة من الإجراءات الوقائية لوقف مد وباء "كورونا"، الذي أودى إلى غاية اليوم، بحياة خمسة أشخاص في الجزائر، مع تأكيد تسجيل 60 إصابة بالفيروس. وأعلنت الجزائر، عقب أول اجتماع لمجلس الوزراء، بتاريخ 8 مارس الجاري، عن رصد غلاف مالي يضاهي 31 مليون دولار، لمواجهة وباء "كورونا"، الذي اجتاح العالم، خصص الجزء الأكبر من هذا المبلغ موجه لتوفير أدوية ومواد صيدلانية، والبقية لتوفير كاميرات حرارية وكواشف للفيروس. السلطات العمومية التي كانت تعالج إشكالية إقناع المواطنين بخطر انتشار الفيروس، ب "حذر"، ولم تشأ إقرار حظر التجوال مثلما فعلته بعض الدول، بالنظر إلى تعاطي الجزائريين مع المسألة باستهزاء، بدأت بإعلان تقديم العطلة الربيعية للمتمدرسين وغلق المدارس والمعاهد والجامعات، كما شمل الغلق المدارس القرآنية ودور الحضانة، والمراكز الترفيهية والحدائق العمومية، بعدما لاحظت أنّ المواطنين مازالوا يرتادونها بعد دخول أبنائهم في عطلة مسبقة. ثم أعلنت الحكومة، مبدئيا عن تعليق الرحلات الجوية التي تربطها ببعض الدول مصدر انتشار الوباء، قبل أن يشمل التعليق كافة الدول الأوروبية، لاسيما إيطاليا، التي كانت أول دولة انتقل منها الفيروس إلى الجزائر عن طريق رعية يشتغل بحقل نفطي جنوبي البلاد، ثم فرنسا التي سجلت منها ثاني حالة انتشر منها الوباء عن طريق مواطن قدم إلى عائلته في ولاية البليدة لينتشر الوباء منها بسرعة البرق. وقررت الرئاسة، إجلاء الجزائريين الذي بقوا عالقين في بعض الدول، عبر طائرات خاصة، ما تزال عمليات نقلهم متواصلة إلى غاية اليوم. وشرعت مختلف المصالح المحلية، في تعقيم الفضاءات العمومية كالحدائق ومحطات الحافلات وكذا مختلف وسائل النقل من القطارات، ترامواي والحافلات والميترو. الوباء الذي تعسّر على الدول العظمى مواجهته، كيف للجزائر التي لا تمتلك سوى 400 سرير إنعاش وفقا لتصريحات رسمية من وزير الصحة. دفعها إلى التزود على عجل بمعدات إضافية، على متن طائرتين محملتين بالمعدات الطبية، لاسيما أسرة الإنعاش وأجهزة رقمية للكشف السريع عن المصابين في المطارات، وتم تخصيص مصلحة القلب في مستشفى بوفاريك كمركز للحجر الصحي. ومكنت الحملة التحسيسية التي انخرطت فيها وسائل الإعلام وجمعيات ناشطة في المجتمع المدني، من إيصال الوعي، حيث شهدت عدة مدن انسحاب المواطنين الذين أحسوا بضرورة الخلود إلى بيوتهم كإجراء وقائي لمنع انتشار العدوى، في انتظار ما سيقره رئيس الجمهورية الذي سيلقي خطابا للأمة مساء اليوم.