سجلت 1002 إصابة جديدة بفيروس كورونا (كوفيد-19) و18 حالة وفاة في 24 ساعة في الجزائر، في الوقت الذي تماثل فيه 611 مريض للشفاء، بحسب الناطق الرسمي للجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا، الدكتور جمال فورار. خلال لقاء إعلامي يومي مخصص لعرض تطور الوضعية الوبائية لفيروس «كوفيد-19»، أوضح فورار أن إجمالي الحالات المؤكدة بلغ 68.591 منها 1002 حالة جديدة (أي بنسبة حدوث تقدر ب2,3 حالة لكل 100 ألف نسمة)، فيما بلغ العدد الإجمالي للأشخاص الذين تماثلوا للشفاء 45.699 حالة. كما بلغ العدد الإجمالي للوفيات 2183 حالة، بحسب فورار، الذي أفاد أن 39 مريضا موجودون حاليا في العناية المركزة. وأضاف فورار، أن 12 ولاية سجلت بها أقل من 9 حالات و10 ولايات لم تسجل أي حالة، فيما سجلت 26 ولاية أخرى أزيد من 10 حالات. وأكد أن الوضعية الحالية للوباء تستدعي من المواطنين اليقظة واحترام قواعد النظافة والمسافة الجسدية، داعيا إياهم إلى الامتثال لقواعد الحجر الصحي والالتزام بارتداء القناع الواقي. وتخوض الجزائر معركة متعددة الجوانب، منذ شهر مارس الماض،ي ضد الجائحة وتواجهها بمنظومة صحية صامدة، لكن يبقى وعي المواطن وانخراطه في مجابهة فيروس كوفيد-19 أقوى أسلحتها وأشدها فتكا به. أبان تطور الوضعية الوبائية على مدار تسعة أشهر، عن فيروس تاجي يترصد التراخي والإهمال في احترام الإجراءات الوقائية ليرفع من شراسته وعدد ضحاياه الذين بلغوا أعلى حصيلة يوم 13 نوفمبر ب867 إصابة جديدة، لكن تبقى نسبة الوفيات الضئيلة على تفاؤل المختصين لتجاوز الأزمة. ويستطيع المتتبع لتطور الوضع الوبائي للجزائر منذ شهر مارس الفارط، رسم منحنى بياني يتميز بثلاث مراحل، الأولى من 25 مارس إلى غاية 28 جويلية حيث تم تسجيل 642 إصابة جديدة، وهو ما اعتبره المختصون ذروة الموجة الأولى، وبالفعل ومنذ ذلك التاريخ غير المنحنى اتجاهه نحو الأسفل بسبب انخفاض عدد الإصابات الجديدة حتى قاربت عتبة 100 إصابة جديدة في 24 ساعة. لكن في 17 أكتوبر الماضي تخطت عتبة 200 إصابة بعد حالة استقرار في الإصابات، حيث سجلت الجزائر دخولها المرحلة الثالثة من تطور الوضعية الوبائية الصحية لجائحة كوفيد-19. ومع حلول شهر نوفمبر الحالي، سجلت ارتفاعا غير مسبوق وصل ذروته يوم 13 من الشهر الحالي، حيث أعلنت لجنة متابعة ورصد فيروس كورونا عن 867 حالة إصابة جديدة. وربط المختصون هذا الارتفاع بمدى احترام المواطنين وانخراطهم في خطة السياسة الوطنية لمجابهة الجائحة العالمية، بالإضافة إلى متغير يصنع الفارق دائما هو الدخول الاجتماعي والمدرسي، وكذا تغير المناخ حيث بدأ انتشار العدوى نهاية شهر الشتاء الفارط ليصل إلى فصل الخريف مرورا بفصلي الربيع والصيف. وسجلت الجزائر في 25 فيفري الماضي، أول حالة إصابة بكوفيد-19 ورغم ان الرعية إيطالي، ورغم ان الحالات الأولى من الإصابات الجديدة كانت لأشخاص تلقوا العدوى في بلدان أخرى، إلا ان الجزائر سارعت الى اتخاذ إجراءات وقائية وتدابير احترازية بوضع سياسة وطنية لمجابهة الوباء، ولم تنتظر استيطان الفيروس التاجي لتتحرك، حيث أعلنت في 21 مارس الماضي تنصيب لجنة متابعة ورصد فيروس كورونا مكلفة بمراقبة تطور الوضع الوبائي وكذا إطلاع الرأي العام بآخر الاحصائيات التي تسجلها في 24 ساعة من ناطقها الرسمي البوفيسور جمال فورار. وأجلت جميع النشاطات العامة إلى وقت لاحق، كما تم تقديم العطلة الربيعية وإغلاق جميع المدارس بأطوارها الثلاثة، الجامعات، مراكز التكوين المهني، الزوايا والمدارس القرآنية، وأخيرا أقسام محو الأمية. الى جانب قرار لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف بتعليق صلاة الجمعة وغلق المساجد. ومنذ 22 مارس 2020 بدأ سريان تدابير الحجر الصحي الجزئي لمنع ومكافحة انتشار جائحة كوفيد-19، ولمدة 14 يوما تم تمديدها الى شهر جويلية، أين بدأ الرفع التدريجي لإجراءات الحجر الصحي، حيث تم تعليق أنشطة نقل الركاب برا، بحرا وجوا، وأعطي الوالي المختص إقليميا مسؤولية تنظيم نقل الأشخاص لضمان استمرارية الخدمة، أما الخدمات المستثناة من أحكام هذا القرار فهي المؤسسات والإدارات العامة، الكيانات الاقتصادية والخدمات المالية. وقد مس قرار الغلق، المقاهي، المنشآت ومساحات الترفيه والتسلية والمطاعم، كما استفاد 50 بالمئة من موظفي المؤسسات والإدارات العامة من عطلة استثنائية مدفوعة الأجر للتقليل من التجمعات ولكسر سلسلة انتشار العدوى، منحت الأولوية فيها للنساء الحوامل والنساء المربيات والأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة. وللسيطرة على انتشار العدوى فرضت السلطات المعنية حجرا كليا على ولاية البليدة في 23 مارس بسبب تسجيلها لأعلى نسبة من الإصابات الجديدة لمدة قاربت الشهر، حيث تم رفع الحجر عنها في 23 افريل الماضي، ثم عاد الحجر من الثامنة ليلا الى الخامسة صباحا، مرة أخرى..