البلاد.نت/رياض.خ- بدد البروفيسور عبد العظيم لطرش الأخصائي في الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي تيجاني دمرجي بتلمسان، مخاوف الجزائريين من منشورات تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي "قايسبوك"، بشأن مغناطيس ينجذب إلى جسم متلقي اللقاح ضد فيروس كورونا "كوفيد 19"، على أساس أنه ناتج عن مواد في لقاح كورونا دخلت الجسم مع حقن التطعيم"، أو نتيجة "رقاقة إلكترونية" (microchip) يتم حقنها مع اللقاح في الجسم، موضحا حقيقة هذه الادعاءات في اتصال مع "البلاد نت"، أن هذه المزاعم كلها " كذب ومغالطة "، كون أن أي متلقي للقاح بحاجة إلى غرام واحد من معدن الحديد لجذب ودعم مغناطيس دائم في جانب الحقن، وهو شيء تشعر به بسهولة" إذا كان موجودا، مبرزا أن جميع من تلقوا اللقاحات الثلاث التي اعتمدتها الجزائر لتلقيح مواطنيها للتصدي إلى الجائحة الوبائية، سواء كانت الجرعة الأولى أو الثانية، إلا أن المغناطيس لم ينجذب إلى أذرعهم. وقال المتحدث، إن كل اللقاحات المعتمدة في الجزائر، سواء أسترازينيكا البريطاني أو سينوفرام الصيني أو سبوتنيك في الروسي، لا تحتوي على ألمنيوم، باستثناء بعض الكميات الصغيرة من الألمنيوم للمساعدة في تعزيز الاستجابة المناعية، موردا أن هذه الطريقة آمنة وكمية الألمنيوم قليلة جدا مقارنة بما يواجهه البشر في أي مكان آخر في الحياة اليومية.
أخصائيون يبددون مخاوف الجزائريين حول انجذاب مغناطيس في أجساد الملقحين"
وبشيء من التفصيل، قال الدكتور بخاري يوسف منسق لجنة التلقيح في وهران، إن كافة اللقاحات ضد الفيروس التاجي "كورونا" آمنة وفعالة، مكذبا ما ورد في بعض المواقع التي تتحدث عن انجذاب المغناطيس لجسم المتلقي، مبرزا أن الكمية القليلة لمادة الألمنيوم الموجودة في بعض اللقاحات، ليست أكثر ضررا من الكميات الدنيا الموجودة بشكل طبيعي في جميع الأطعمة ومياه الشرب تقريبا. وأكد الدكتور بخاري في حديث ل "البلاد.نت"، أن البشر جميعا بشكل طبيعي "مغناطيسيون قليلا"، لافتا إلى أنه حتى لو احتوت لقاحات كوفيد-19 على معادن، فلن تسبب تفاعلا مغناطيسيا، نافيا ادعاءات تروج فيبعض المواقع التي تمارس التضليل، أن لقاح كورونا يحتوي على رقاقة تؤدي لجذب المغناطيس. وبحسب تصريحات محدثنا، فان المعدن الذي يضع على الذراع أثناء التلقيح، يبقى ملتصقا ولا يسقط وأن كل الأشخاص الذين تلقوا التطعيم منذ بداية الحملة الوطنية للتلقيح ضد وباء كورونا، لم تسجل المنظومة الصحية في الجزائر أي حالة من هذا القبيل، بخلاف ما تم ترويجه بزعم أن المغناطيس يلتصق بأذرع الملقحين بعد التطعيم. أما بخصوص الرقائق الدقيقة، التي يمكن أن تثير هذا التأثير المغناطيسي، أشار المتحدث إلى أن ليس هناك ما يدعم الادعاء الكاذب بأن اللقاحات تحتوي على هذه الرقائق أو مكونات من شأنها أن تؤدي إلى مثل هذا التأثير، مؤكدا أن المكونات الموجودة في لقاحات "الحمض النووي و"الفيروسات الغذانية" هي ببساطة "دي إن إيه" (DNA)، الدهون، البروتينات، الأملاح والسكريات، كل هذه المكونات موجودة في العديد من الأطعمة واللقاحات والأدوية، التي تحافظ على الرقم الهيدروجيني، لذلك هذا غير ممكن". وأضاف بخاري أن ما يتم تداوله سخيفا للغاية وأن أصحاب الإشاعات همهم إفشال حملة التلقيح الناجحة في الجزائر وزرع الخوف في نفوس الجزائريين، مبينا أن اللجنة الوطنية العلمية لمتابعة ورصد الوباء،حريصة كل الحرص على صحة وأمن الجزائريين،حيث لجأت حسبه إلى إخضاع كافة اللقاحات الثلاث إلى دراسات معمقة وتأكدت من سلامتها، واستطرد محدثنا أن الغاية الأسمى من التلقيح،حصر العدوى وتقوية "مناعة القطيع" لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، مبديا تفاؤله لنجاح الحملة الوطنية للتلقيح بعد أن سجلت تلقيح آلاف الجزائريين ونزول سقف المستفيدين إلى الفئة العمرية التي يتراوح عمرها بين 50 و 55 سنة، و هي فئة عريضة وفق تتبع الإحصاء اليومي لعدد المستفيدين من اللقاح . واستزاد بخاري في القول، إن التطعيم يظل في الجزائر، اختياريا وليس إجباريا، فمن شاء أن يلقح ويحمي نفسه والآخرين ويرفع من المناعة الجماعية للسكان، فيلقح نفسه ومن يرفض فهو حر في قراراته، لكن عاد إلى القول إن التلقيح يعتبر المدخل الوحيد لتجاوز جائحة كورونا بكل آثارها السلبية، لاسيما وأن الجزائر، نجحت بفضل التدابير الصارمة في الحد من تمدد العدوى، ومحاصرة الخسائر البشرية في صفوف المصابين، مخلصا إلى القول، إن تحقيق هدف المناعة الجماعية بتلقيح نسبة 70 في المائة من الساكنة، بات على مرمى حجر، وهو عنصر أساسي وحاسم لتجاوز هذه الأزمة، والعودة للحياة الطبيعية بعد تخفيف العديد من القيود.