رحلة البحث عن ”الحشيش” أو ”الدبشة” أو ”الكسبر” ...ائحتها طيبة، لا تحلو ”الشربة” دونها بعد منتصف النهار من صباح أيام رمضان تصبح رحلة البحث عن ”الحشيش مقطفة” أو ”الدبشة” كما يسميها الكثيرون في عدة مناطق بالجزائر، رحلة شاقة، في الأسواق المغطاة أو الأسواق الشعبية أو على أرصفة الطرقات، ف”الحشيش”أو ”الدبشة” الخضراء لا تباع طول النهار لأن الطلب عليها يتزايد في رمضان بوجه خاص مادامت العائلات الجزائرية لا تستغني عن الحشيش في الشربة التي تتناولها· هناك من يفضل أن يشم رائحتها فقط، وبالتالي فالنساء يقمن بطريقة وضعها في قماش نقي مربوط بإحكام وتوضع في قدر الشربة وبعد الطهي يتم نزع قطعة القماش حتى لا تتسرب قطع من الحشيش في القدر وهناك من يفضل أن يأكل الشربة مع قطع من أوراق الحشيش مقطعة بدقة وبإتقان كبيرين· والمثير في الموضوع أنه بعملية حسابية بسيطة، إذا كان عدد الأسر الجزائرية هو 5 ملايين و776 ألف، 441 أسرة، وإذا كانت كل أسرة تستهلك يوميا ربطة حشيش فهذا يعني أن 34 مليون جزائري وهو عدد سكان الجزائر يستهلكون يوميا أزيد من 5 ملايين ربطة ”حشيش مقطفة” يوميا في رمضان، فيما أن سعر الربطة الواحدة عشر دنانير على مدى 30 يوما· وبعملية حسابية بسيطة ثانية، فإن الجزائريين يستهلكون خلال شهر رمضان أزيد من 150 مليون ربطة ”حشيش مقطفة”· رزق إطارات سامية وصحافيين وشخصيات في طفولتهم يقول المثل الشعبي الجزائري ”ماتحفرش العود لا يعميك”، صحيح أن الرزق يقسم ومن الأشياء البسيطة نصنع ربما ثروة طائلة، بهذه العبارة قال سيد علي وهو شاب في مقتبل العمر، ”27 سنة”، من باب الوادي، مهنته بيع ”الحشيش مقطفة” في الأسواق الشعبية، التقينا به أمس في ”ميصونيي” وبالضبط الساعة الثامنة والربع صباحا كان يشتغل بكد وجهد، أمام كم هائل من”الحشيش” في أحد زوايا مخرج سوق ”ميصونيي” يقوم بجمع أعواده في شكل ربطات صغيرة ويهيئها ليقسمها على الباعة الصغار كما صرح ل”البلاد”، ويتم توزيعها على مختلف الأسواق والباعة المتجولين على مستوى قلب العاصمة· وحول سؤال يتعلق بمصدر اقتناء”الحشيش المقطفة”، قال سيد علي بالحرف الواحد ”نشتريها من فلاح من منطقة الأربعاء بالبليدة، يقدمها لهم كل صباح بعد آذان الفجر، وهو فلاح مختص في زراعتها وبيعها على الباعة الصغار”· هذا الشاب كان منهمكا في صناعة ربطات الحشيش بسكين حاد، كان خجولا في حديثه معنا، ولكن للأمانة فالكثيرون من الإطارات السامية والموظفون اليوم في الإدارات مروا من هذه الطريق لكسب الرزق ومساعدة أسرهم فالآلاف من الجزائريين باعوا ”الحشيش” يوما ما وهم اليوم تمكنوا من متابعة دراستهم الجامعية بل ومن بينهم من يعتبرون اليوم صحافيين في أكبر الجرائد والمؤسسات الإعلامية·