كشف وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أول أمس، عن إجراء اتصالات مباشرة بين مسؤولين جزائريين وليبيين في المجلس الانتقالي الليبي لترتيب العلاقات بين الجزائر وليبيا، على ضوء انتصار الثورة في ليبيا وسقوط نظام القذافي· وأكد مدلسي في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير الخارجية المالي سوميلو بوباي مايغا عقب اجتماع لجنة التعاون الجزائري المالي، أن هناك اتصالات على مستوى مسؤولين جزائريين وليبيين وقد أصبحت هذه الاتصالات مباشرة منذ 15 يوما وسنعمل على تطوير هذا الحوار”، مشيرا إلى أن ”موقف الجزائر كان واضحا تجاه إخواننا بالمجلس الوطني الانتقالي بشأن ضرورة تشكيل حكومة ممثلة للشعب الليبي بكل حساسياته وبعدها سنعترف به على الفور”· وتسود علاقات متوترة بين الجزائر والمجلس الوطني الانتقالي منذ بدء الثورة في ليبيا ضد نظام القذافي في فبراير الماضي، ورفضت الجزائر الاعتراف بالمجلس الانتقالي حتى بعد سقوط نظام القذافي، واتهم المجلس الانتقالي الجزائر منذ شهر مارس الماضي بتوريد المرتزقة الأفارقة والتوارق للقتال في صفوف القذافي ضد الثوار· وكانت هذه الاتهامات وقتذاك محل رفض صارخ من قبل الجزائر التي طالبت المجلس الانتقالي الليبي بتقديم أي دليل يثبت ذلك· فيما اتهم أحمد أويحيى في شهر جوان الماضي لوبيات مغربية تعمل في واشنطن بالوقوف وراء ترويج هذه الأخبار والمعلومات التي وصفها بالأكاذيب· وردا على سؤال حول استقبال الجزائر لأفراد أسرة معمر القذافي الذين دخلوا التراب الجزائري في 29 أوت الماضي، قال إنه تم استقبال هؤلاء الأفراد بالجزائر ”لأسباب إنسانية، حيث أن المجموعة متكونة أساسا من نساء وأطفال، موضحا بالقول إنه كانت للجزائر مسؤولية استقبال أشخاص كانوا بحاجة لذلك فلو لم نفعل لما كانوا اليوم في تعداد الأحياء· وعليه كشف رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن أن الجزائر بعد دخول عائلة القذافي التراب الجزائري قامت بغلق الحدود”، مؤكدا أنه ”لا يمكن على الإطلاق أن يفسر هذا القرار الاستثنائي ذو الطابع الإنساني كإمكانية بالنسبة للغير لعبور الحدود، ولهذا السبب بالذات تم غلق الحدود وهي مغلقة بالفعل”· وأوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية الذي استعمل لأول مرة عبارة ”الثورة الليبية”، أن الجزائر ستعمل مع الأممالمتحدة باتجاه تنفيذ كل القرارات التي اتخذت في إطار لوائح مجلس الأمن، محملا الدول الغربية وحلف الشمال الأطلسي مسؤولية تغذية الإرهاب والتطرف في العالم· وقال إن ”التجربة الليبية تجعل الناتو يتحمل مسؤولية التطرف والإرهاب في المنطقة، من خلال تدخله العسكري غير محسوب العواقب”· وجدد المتحدث التحذير من التنقل غير الشرعي للأسلحة من ليبيا وانتشارها في دول منطقة الساحل، وشدد على مسؤولية المجلس الانتقالي الليبي في الحد من انتشار الأسلحة في الساحل، خاصة بعد وصول جزء من السلاح إلى أيدي لها أهداف تجانب أهداف الثورة الليبية، معبرا عن أمله في أن تكون قضية تسليم الأسلحة من أولويات الحكومة الليبية المقبلة· كما دعا مدلسي دول الساحل وهي إضافة إلى الجزائر، كل من النيجر، موريتانيا ومالي إلى ”تطوير التنسيق مع الجزائر، ومع جميع هذه الأطراف بما فيها المجلس الانتقالي والشركاء الآخرين من خارج الإقليم، لضبط قضية تجميع الأسلحة المنتشرة وإعادة الأمور إلى نصابها· وبخصوص الوضع في سوريا، قال إنه معقد وأن جهود كبيرة لا تزال تبذل على المستوى العربي لضمان استقرار سوريا ، مضيفا أن الدول العربية تسعى أولا لمساعدة النظام السوري والوقوف معه لتجاوز هذه المرحلة التي يمر بها، وثانيا في العمل على إقناع نظام الأسد بضرورة تسريع عملية الإصلاح في سوريا”· فتيحة · ز