شرعت قيادات وأقطاب إسلامية سياسية ودعوية في العمل على جمع كلمة الكتلة التاريخية الإسلامية في الجزائر بكامل أطيافها على فكلمة سواءف في المعارك السياسية المقبلة وعلى رأسها الانتخابات التشريعية، مطلع الربيع القادم، وربما توسعة ذلك إلى محليات الخريف القادم، حيث يرتقب أن تتوج المساعي القائمة، التي استهدفت الكل بما في ذلك تحريك المتوقفين تنظيميا قصد إشراكهم في دفع التيار الإسلامي في الجزائر لدخول الامتحانات الانتخابية المقبلة بقوائم موحدة، على أن يحتفظ كل تيار وكل حزب وكل فصيل بتنظيمه وقناعاته بعد الوصول إلى البرلمان خاصة، أو المجالس المحلية دون التحلل من الالتزام بالاتجاهات العامة التي تستوعبها الهوية الإسلامية· وعلمت ”البلاد” من مصادر متعددة أن لقاءات عدة عقدت في مناطق عديدة من الوطن لإنضاج المشروع وأن الاتصالات لازالت جارية على قدم وساق بين الكثير من الأقطاب الإسلامية الفاعلة والمؤثرة لتقريب وجهات النظر وتذليل الصعاب وبالأخص النفسية منها، من خلال محاولة القائمين على المبادرة بداية افتكاك إلزام الجميع بشبه ميثاق شرف يحفظ الحد الأدنى من أدبيات واجب التضامن وما من شأنه تهيئة الأجواء للارتقاء عن كل ما قد يعصف بالمسعى· ويبدو حسب ما ترسب من معطيات أن القائمين على المسعى لا يريدون ألبتة تكرار تجارب استنساخ الفشل منذ الانفتاح السياسي في الجزائر لكل مبادرات الإسلاميين في اتجاه أقرانهم، حسبما يرى بعض المراقبين ولعل أهمها في نظر هؤلاء مشروع رابطة الدعوة الاسلامية الذي رأوا فيه بعد مر السنين أنه جاء معاكسا لخط السير السنني، مما أحدث خللا صارخا في ترتيب الأولويات، مشروع الرابطة وبداياته مما جعل سرعة نهايته أسرع من سرعة بدايته، وذلك لسبب بسيط هو أن الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية الأخذ بمشروع الرابطة إلى مداه إنما جعلوا هذا الأخير نقطة بداية المشروع· والى جانب مشروع الرابطة، فإن الذاكرة الإسلامية في الجزائر لازالت تتذكر بكثير من الأسى والحسرة أنصاف الفتاوى التي أنتجت عبارات من قبيل لا حلف في الإسلام، فضلا عن عبارات الفرقة الناجية والفهوم السقيمة لبعض أدبيات إسلامية وغيرها من التجارب الأخرى الفاشلة في ساحة القوائم الانتخابية الموحدة· وتشير دراسات انكب على إنجازها خبراء مختصون في الجزائر أن الكتلة التاريخية الإسلامية السياسية سواء في المجالس المنتخبة أو في غيرها من المواقع الأخرى احتفظت بنسبة تتراوح بين 15 و20 في المائة من النزيف في كل موعد انتخابي منذ ,95 تاريخ اول انتخابات بعد انتخابات 91 وأن نسبة الانحدار من شأنها أن تزداد سرعة إلى حد غير متوقع، الأمر الذي دفع القيادات والفعاليات ذاتها الى التعجيل بإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة وأن الانتخابات المرتقبة لن تكون شبيهة إلى حد المطابقة بسابقاتها التي كادت أن تتطابق من حيث الجوهر وإن اختلفت أشكالها· وغير بعيد عن خط الانحدار الذي أثبتته الدراسة المنجزة عن تراجع حجم الكتلة الإسلامية السياسية في مختلف المواقع منذ انتخابات ,95 فإن دراسات أخرى مشابهة أثبتت كذلك أن كل الأحزاب الإسلامية معنية بالتحديات التي تواجه الكتلة الإسلامية بالجملة سواء منها المعنية بنسبة % 4 أو غير المعنية بالنسبة المشروطة·