كشف مصدر عسكرى رفيع لموقع “مأرب برس” تفاصيل عملية العودة السرية والمفاجئة للرئيس على عبد الله صالح، فجر اليوم الجمعة، إلى صنعاء، من العاصمة السعودية الرياض. وقال المصدر، الذى طلب عدم الكشف عن هويته، إن صالح لم يصل من مطار الرياض إلى مطار صنعاء، ولكنه وصل إلى مطار عدن عبر طائرة ملكية سعودية، وليس عبر طائرته الرئاسية، ثم انتقل إلى صنعاء عبر مروحية خاصة، أقلته مباشرة إلى دار الرئاسة، الذى وصل إليه فى تمام الساعة الثالثة فجراً. وأضاف المصدر، أنه تم إبلاغ مطار عدن، مساء أمس الخميس، بأن وفداً سعودياً سيصل إلى عدن، وبناءً عليه تم تجهيز المطار، لاستقبال الوفد السعودى، وإعداد سيارات خاصة باستقبال الوفود الرسمية الرفيعة، مشيراً إلى أنه ولدى وصول الطائرة الملكية إلى مدرج المطار، تفاجأت السلطات الأمنية فى مطار عدن، بهبوط طائرة مروحية خاصة إلى مدرج المطار، وانتقال من كانوا يعتقدون بأنه وفد سعودى رفيع إلى المروحية، وعدم انتقاله إلى صالة الاستقبال الخاصة باستقبال الوفود الرسمية الرفيعة. وأوضح المصدر، أن المروحية التى انتقل إليها صالح، فى مدرج مطار عدن، أقلته مباشرة إلى دار الرئاسة فى صنعاء، مشيراً إلى أن دخوله إلى صنعاء تم فى الوقت الذى كانت فيه قوات الحرس الجمهورى، تقصف مواقع الفرقة الأولى مدرع فى شارع الرياض، وشارع الزبيرى فى كنتاكى، وساحة التغيير، وشارع 16، بالتزامن مع تجدد المواجهات فى منطقة الحصبة، ومدينة صوفان وشارع التليفزيون، وحى النهضة، بين أنصار الشيخ صادق الأحمر، وقوات الحرس الجمهورى، فى أعنف مواجهات وقصف تعرضت له العاصمة صنعاء، على الإطلاق. وكان صالح قد دخل صنعاء، فى جنح الظلام متخفياً، دون أى استقبال رسمى أو شعبى، ولم يعلم بوصوله أحد قبل إعلان الفضائية اليمنية فجر اليوم نبأ وصوله المفاجئ، ومنذ أن وصل صالح إلى صنعاء، دعا مباشرة إلى اجتماع عاجل لقادة الحزب الحاكم، صباح اليوم، وأعلن رئيس الدائرة الإعلامية للحزب الحاكم، عبد الحفيظ النهارى، بأن صالح سيتخذ قرارات مهمة عقب اجتماعه بأعضاء اللجنة الدائمة لحزبه. كما أشيع بأن صالح سيلقى خطاباً هاماً اليوم، وكان الهدف من هذه الشائعات حشد أنصاره فى ميدان السبعين، غير أن صالح امتنع عن الظهور على أنصاره الذى احتشدوا بالآلاف فى ميدان السبعين، لأداء صلاة الجمعة. وعقب صلاة الجمعة، أعلن التليفزيون اليمنى بأن صالح يدعو كافة أطراف العمل السياسى والعسكرى والأمنى فى السلطة والمعارضة، إلى هدنة كاملة ووقف إطلاق النار، لإفساح المجال للتوصل إلى اتفاق ووفاق سياسى بين كل الأطراف السياسية. وأوضح “مأرب برس”، أنه من المتوقع أن تحمل الساعات القادمة، خطاباً متوقعاً لصالح، بالإضافة إلى العديد من التطورات وردود الأفعال جراء عودته المفاجئة إلى صنعاء، حيث علق مراقبون على عودته المفاجئة بأنها جاءت فى الوقت الذى يستعد فيه مجلس الأمن الدولى لاتخاذ موقف نهائى تجاه نظام الرئيس صالح، عقب فشل الوساطة الخليجية. كما أن دعوته للتهدئة بين من وصفها بكافة أطراف العمل السياسى والعسكرى والأمنى فى السلطة والمعارضة، أثارت سخرية عدد من المراقبين الذين قالوا إنه يحاول أن يتقمص دور طرف ثالث لا علاقة له بالتطورات العسكرية الراهنة، حيث علق البعض ساخراً بأن “صالح عاد لكى يتوسط بين الشعب ونجله”.