أعربت جامعة الدول العربية عن ”امتعاضها” من استمرار عمليات القتل ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بعد مقتل 43 متظاهرا على الأقل يوم الجمعة برصاص الأمن، في حين استغربت سوريا هذا الموقف واعتبرته مبنيا على ”أكاذيب”· وقالت الأمانة العامة للجامعة إن اللجنة الوزارية المكلفة بالتوسط للبحث عن حل للأزمة السورية وجهت أمس رسالة عاجلة إلى الحكومة السورية تبدي فيها ”امتعاضها” من استمرار عمليات القتل ضد المتظاهرين، مضيفة أن اللجنة تأمل أن تقوم الحكومة بما يلزم لحماية المدنيين، وتتطلع إلى أن يسفر اللقاء المرتقب اليوم مع السلطات السورية عن ”نتائج جدية” تساعد في إيجاد مخرج للأزمة· ومن جهته؛ أعرب مصدر مسؤول في الخارجية السورية عن استغراب بلاده من رسالة اللجنة، وقال إن وزير الخارجية وليد المعلم تلقى الرسالة في ساعة متأخرة من مساء أمس بعد الاطلاع على مضمونها من وسائل الإعلام، موضحا أن الرسالة تتضمن مواقف ”تستند أساسا إلى أكاذيب إعلامية بثتها قنوات التحريض المغرضة” حول ما جرى في سوريا يوم الجمعة· وأشار المصدر إلى أنه كان من المفترض في رئيس اللجنة الوزارية العربية ”وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني” الاتصال بوزير الخارجية السوري ”للوقوف على الحقيقة قبل الإعلان عن موقف للجنة تروج له قنوات التحريض”·
وفي الأثناء، أعربت كل من روسيا والصين عن دعمهما لعملية البحث عن حلول للتوصل إلى وفاق وطني في سوريا بتنسيق من جامعة الدول العربية، بينما قال سايمون كوليس، السفير البريطاني لدى سوريا، في مدوَّنة كتبها حول ما يحدث في سوريا، والسبب فيما يحدث، إن النظام السوري لا يريد للعالم أن يعرف أن قواته الأمنية والشبيحة الذين يدعمونها يقتلون ويعتقلون ويسيئون لمتظاهرين سلميين· واستهل كويليس، الذي شغل منصب السفير البريطاني لدى سوريا منذ أربع سنوات، مدونته بقوله ”قررت منذ أسبوع أن أكتب هذه المدونة بعد أن وصلت سوريا لمرحلة فظيعة، فقد تحمل أفراد الشعب السوري حتى الآن ستة شهور من الاضطرابات والقمع العنيف لمتظاهرين سلميين في الأغلب·· وبينما يتطلعون الآن إلى الشهور الستة القادمة بمزيج من عدم اليقين والخوف والأمل، أود أن أشارككم بعض انطباعاتي الشخصية بشأن ما يحدث· وبعض الخواطر حول السبب فيما يحدث، وربما كذلك لأثير بعض النقاش بشأن ما سيحدث بعد ذلك وما يمكن عمله”· من ناحية أخرى، أكد شهود من تنسيقيات الثورة السورية أمس، سقوط 9 قتلى حتى الآن، توزعوا على حمص وحماة ودرعا، نقلاً عن تقرير لقناة ”العربية”· وفي حرستا بريف دمشق، حاصرت قوات الأمن مدعومة بعناصر من الجيش والشبيحة، منذ صباح أمس المدينة، وقامت بحملة مداهمات عنيفة· وكانت مصادر حقوقية سورية قالت إن 45 شخصا قتلوا يوم الجمعة برصاص قوات الأمن السورية، بينما تظاهر ناشطون مناهضون لنظام بشار الأسد في ”جمعة الحظر الجوي”· وقتل 17 جنديا سوريا في اشتباكات وقعت مساء الجمعة مع عسكريين منشقين بمدينة حمص وسط البلاد، في حين قتل 43 مواطنا في تدخلات أمنية ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام·