سادت ليلة أول أمس، حالة من الرعب، في أوساط سكان عدد من مناطق مستغانم الساحلية، على امتداد الطريق الوطني رقم 11 الرابط بين مستغانم وتنس وبالتحديد المسار المزدوج بين مزغران و”صابلات” الذي غمرته مياه الأمطار وكذا الأحياء المجاورة لها، التي تعد القلب النابض لهذا الشريان الذي يتوسط الطريق الساحلي رقم 11 وتجمعت سيول الأمطار وخلّفت حالة ازدحام على مستوى الشطر المذكور لكثرة الحفر العميقة التي امتلأت عن آخرها، الأمر الذي صعب من مهمة مستعملي الطريق الساحلي في تخطي البرك المائية الناجمة عن الفيضانات التي لم تشهدها المنطقة منذ أمد طويل· وقال شاهد عيان ل”البلاد، إن السيول الجارفة التي شهدتها المنطقة امتدت إلى غاية البيوت المحيطة بالطريق وشهدت تسرب كميات كبيرة من الأمطار إلى العديد من البيوت الهشة ببلدية مزغران وألحقت ضررا بقاطنيها، وهو ما دفعهم إلى قضاء ليلة في العراء مخافة وقوع مكروه على غرار سيناريو نوفمبر 2010 الذي كان حالكا وخلّف آنذاك 4 قتلى بينهم رضيعان· كما شهدت المنطقة انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 5 ساعات، واضطرت أغلب المحلات التجارية إلى الإغلاق مخافة التعرض لمكروه بعدما ساد ظلام دامس المنطقة، وقال تاجر، إنه بالرغم من إشعار الجهات المعنية، إلا أن الحال ظل على ما هو عليه دون أن يتم إصلاح العطب إلا بعد صبيحة أمس السبت· ووجد المواطنون معاناة كبيرة في التنقل لقضاء أغراضهم، وبدت أغلب محطات النقل الحضري في الفترة المسائية شبيهة ب ”أكوام بشرية”، تحت رحمة الأمطار، تنتظر حافلة توصلها إلى مساكنها، وساد غضب شديد في صفوف المواطنين لعدم توقف ناقلات الخواص ”كارزانات” بالمحطات المخصصة لها· في حين تجرع السائقون مرارة لا توصف في العديد من مناطق الشريط الساحلي على غرار سيدي عبد القادر، خضرة وعشعاشة بسبب اختناق مجاري المياه والصرف الصحي، وتحول معظم الطرق إلى برك مائية تجاوزها محفوف بالمخاطر، في الوقت الذي تضاعفت محن سكان الأكواخ القصديرية بمنطقة ”أولاد بوغالم” شرق عاصمة الولاية مستغانم مع سوء الأحوال الجوية، حيث تسربت الأمطار إلى براريكهم، ملحقة بها خسائر مادية وصفت بالطفيفة· فيما اضطرت بعض الأسر القاطنة بها إلى إخلاء بيوتها المقفرة، والالتحاق مؤقتا بأماكن أخرى أكثر أمانا، في انتظار توقف الأمطارالتي تميز المناطق الساحلية·