تسببت الأمطار الغزيرة التي تساقطت في اليومين الماضيين على الجهة الغربية للبلاد في قطع الطرقات الوطنية والداخلية ووقوع حوادث مرور خلفت جرحى، بالإضافة إلى تشريد العديد من العائلات التي أمضت ليلتها قعودا نظرا للفياضانات والسيول الجارفة التي غمرت البيوت. في وهران، سجلت الحماية المدنية 15 تدخلا أهمها حادث مرور أودى بحياة طفل عمره سنتين صدمته شاحنة ببلدية سيدي الشحمي، كما غمرت المياه عدة منازل بأرزيو وحطمت كشكا. من جهتها وفي ولاية مستغانم ذكرت مصالح الحماية المدنية، أن تدخلاتها كانت مكثفة خلال ال48 ساعة الماضية، حيث سجلت ذات المصالح وقوع حادث مرور جماعي أدى إلى إصابة شخصين بجروح، وذلك عقب اصطدام 5 سيارات سياحية بشاحنة كانت تجر قاطرة على مستوى الطريق الوطني رقم"11"، وبالضبط عند مفترق الطرق بشاطئ "صابلات". كما تدخلت فرقة الحماية المدنية لمساعدة سكان الأحياء القديمة الذين غمرت المياه منازلهم كحي "تجديت"، بالإضافة إلى أحياء أخرى بدائرة "سيدي لخضر"، أما في الشلف فضحت الأمطار الطوفانية عيوب التسيير لدى المسؤولين المحليين، حيث شهدت البلديات الساحلية "كسيدي عكاشة"، "بوزغاية" و"تنس" حالة من الاحتباس المروي؛ نظرا لتلك البرك والمستنقعات التي حاصرت الطرقات من كل حدب وصوب، وغذاها انسداد البالوعات بفعل الأوحال التي جلبتها السيول، إلا أن المنطقة المتضررة كانت بلدية "تلعصة" التي تكرر معها سيناريو فيضانات 2001. حيث أمضت العائلات التي تقطن بأحياء "الزيتون"، "إبن باديس"...الليلة كاملة في العراء، بعدما غمرت الأمطار الطوفانية الغرف، وحولتها إلى ثلاجات تبريد، وفي عين تموشنت اضطر العديد من المسافرين إلى تأجيل تنقلاتهم بعدما أدت الأمطار الغزيرة إلى قطع الطريق الوطني رقم "2" وبالضبط في الشطر الرابط ما بين "العامرية" و"مسرغين"، كما تسبب أيضا وادي في قطع الطريق الرابط ما بين "حاسي الغلة" ودائرة "المالح". مصالح الحماية المدنية بسيدي بلعباس دخلت في حالة استنفار قصوى تحسبا لأي طارئ قد تحدثه الاضطرابات الجوية، حيث أرسلت تعزيزات إلى الجهة الجنوبية للولاية، وفي مقدمتها دائرة "مولاي سيليسن" التي خلفت بها الفياضانات في وقت سابق، خسائر مادية وبشرية معتبرة، أما مصالح الحماية المدنية بتلمسان سجلت 21 تدخلا اعتبرتها بالعادية، ويشار إلى أن الأمطار الطوفانية التي انهمرت على الجهة الغربية للوطن لم تخلف لحسن الحظ أية خسائر بشرية. محمد حمادي/مراسلون