- رواية “فن الحرب الفرنسي” تربط حرب الجزائر بأحداث ضواحي باريس اعتبر الكاتب الفرنسي “أليكسيس جيني” في تصريحات عقب تتويجه نهاية الأسبوع بجائزة “غونكور” عن روايته الأولى “فن الحرب الفرنسي”، أنه على السلطات في باريس أن تعيد النظر في كثير من الأشياء المرتبطة بماض “غير مشرف” ظلت تفتخر به لعقود. وقال الروائي إنه يجب أن تدرك فرنسا الآن أن الشعب لم يعد يفتخر ب”الإرث الأسود” الذي خلفه الأجداد في الجزائر وفيتنام، مضيفا أن روايته “فن الحرب الفرنسي” هي ملحمة تدور أحداثها بين الصين الهندية والجزائر وتطرح الأسئلة حول إرث حروب الاستعمار. وتتمتع رواية “فن الحرب الفرنسي” بأسلوب كلاسيكي ملحمي مفخم بعض الشيء، وهو أنشودة تغرق بالدم والمعارك والتأمل في الهوية الوطنية وسنوات حروب الاستعمار العشرين التي لا تزال شاخصة في الأذهان في فرنسا حتى الآن، وبيعت أكثر من 56 ألف نسخة من الرواية حتى الآن. وأنكب جيني الذي كان يعتبر نفسه حتى الآن “كاتبا في أوقات الفراغ” قبل خمس سنوات؛ على كتابة روايته وأرسل المسودة الواقعة في 700 صفحة عبر البريد إلى دار نشر وحيدة هي “غاليمار” التي اشتمت فورا موهبة جديدة. وأوضح “جيني” بعد فوزه بالجائزة الأدبية الرفيعة “استوحيت كثيرا من النقاش حول الهوية الوطنية والهجرة الذي أطلقته الحكومة اليمينية في فرنسا العام 2010 وأثار انقساما في المجتمع”، بينما قال عضو لجنة التحكيم الصحفي “برنار بيفو” إن “جيني دخل دخولا مدويا إلى عالم الأدب، فقد كان أمامه، وهو في سن الثامنة والأربعين، متسع من الوقت لصقل جمله”، مضيفا أن الرواية الفائزة بدت الأكثر إثارة للاهتمام، والأكثر ابتكارا وإثارة للحماسة. وفي السياق ذاته، عمق “ألكسي”، حسب تقرير ل”الجزيرة”، خصوصيته وغرابته الشخصية بأكثر من حديث صحفي بقوله ردا عن أسئلة دارت حول سبب عدم تدريسه الأدب بدل مادة البيولوجيا بحكم هوسه بكل أصناف الأدب “أنا بطبعي كتوم وفضلت أن يبقى الأدب حديقتي السرية، وليس من عادتي أن أعرض أسراري لعامة الناس”. وبرر ألكسي ثقافته الأدبية العامة في علاقتها بالعلوم الطبيعية بوجه عام، مضيفا “قليلون هم الذين يعرفون أن العلوم الطبيعية تحتاج إلى ثقافة عامة كبيرة الأمر الذي يحقق متعة لا نظير لها”. من ناحية أخرى، انشد النقاد إلى مقاربة “ألكسي” الروائية فكريا وأدبيا، خصوصا خروجه عن القوالب الإبداعية المعروفة عند كبار الرواية الفرنسية ومعالجته “حرب الجزائر” في علاقتها بما يحدث اليوم في الضواحي الفرنسية التي يسكنها أهالي المستعمرات القديمة أو الأهالي الجدد، وفق تعبير مسؤولي الجمعية التي تحمل الاسم نفسه والمؤرخ المعروف “لاكور غراميزون”. وتزداد الرواية خصوصية عند تعميقه جدلية تاريخ الاستعمار الفرنسي في الهند الصينية والجزائر من خلال الراوي الذي يربط علاقة صداقة مع الرسام “فيكتوريان سلانيو”، وهو المحارب السابق بالمستعمرة الآسيوية الفرنسية. وتعالج رواية “فن الحرب الفرنسي” حرب الجزائر في علاقتها بمخلفات لاتزال تؤثر على الحياة اليومية لأبناء المهاجرين المنحدرين من آباء معظمهم من الجزائريين الذين هاجروا في عز الفترة الاستعمارية.