مُنحت، أمس، جائزة ''غونكور'' للكاتب الفرنسي ألكسي جيني، عن روايته الأولى ''فن الحرب الفرنسي''، الصادرة عن منشورات ''غاليمار''، والتي يُدين فيها جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وغيرها من دول العالم. عادت أرقى جائزة أدبية في فرنسا، هذا العام، إلى كاتب كان إلى وقت قريب مغمورا، لكنه صنع المفاجأة في الأوساط الأدبية والإعلامية الفرنسية، في الدخول الأدبي الحالي، بروايته الأولى، الموسومة ''فن الحرب الفرنسي''، التي أعادت إحياء النقاش حول التاريخ الاستعماري لفرنسا، والذي أتى متزامنا، هذه المرّة، مع تورّطها العسكري في ليبيا، وهو ما رأى فيه عدد من المثقّفين تأكيدا على ''تجدّد نزعتها الاستعمارية''. تتناول رواية ألكسي جيني (48 عاما)، قصّة جندي متقاعد في الجيش الفرنسي، أصبح رساما فيما بعد، يروي لشاب يتعلّم فن الرسم عنده، ذكرياته في حرب الفيتنام والجزائر والهند الصينية، كاشفا له عن الوجه الآخر لفرنسا الاستعمارية، حيث يؤكّد له أن ''البطولات الفرنسية المزعومة لم تكن سوى حروب قذرة وأنهار من الدم''. تطرح الرواية، عبر أكثر من 600 صفحة، أسئلة حول الإرث الثقيل لحروب الاستعمار، وتغوص في الشخصية الفرنسية المأزومة بفعل تلك الحروب التي خاضتها بدعوى تخليص الشعوب ''لكن الحقيقة أن الجيش الفرنسي دموي وميال لإبادة الشعوب واحتقار الآخر''، وهو ما لخّصه جيني في تصريح للقناة الفرنسية الثالثة دعا فيه بلاده إلى ''الكف عن الافتخار بالأكاذيب التي سعت إلى تأكيدها طوال عقود، إذ يبدو أن بعض الفرنسيين لم يعودوا فخورين بفرنسيتهم''.