عبر سكان الأرياف ببلدية سيدي مخلوف بالأغواط على غرار مناطق بن يفو والضرابنة ولقراره الحمراء والحوض والزمرة، عن الوضعية المزرية التي يعيشونها منذ الاستقلال إلى يومنا هذا في غياب أي اهتمام من قبل السلطات المحلية التي زارتهم أكثر من مرة بدون أن يكون هناك جديديذكر لحد الساعة· وهي المعاناة التي رافقتهم لسنوات طويلة وتحدث عنها سكان منطقة بن يفو التي تقطنها 17 عائلة على بعد 20 كلم من مقر بلدية سيدي مخلوف الواقعة على الطريق الوطني رقم ,1 بنوع من الحسرة والسخط والاستياء، وصرحوا أنهم يتكبدون متاعب كثيرةئلأجل جلب الماء بواسطة صهريج البلدية لمن يدفع مقابل ذلك نحو 1000 دج وقد تتأخر شاحنة الصهريج لسبب أو لآخر بشكل يزيد من المعاناة، وفي ذلك راسل السكان والي الولاية ومختلف السلطات عدة مرات بما في ذلك المنتخبين المحليين الذين اتهموهم بالتقصير بعدما قدموا لهم وعودا سابقة أيام كانوا يتغنون -حسبهم ببرامجهم الإنتخابية التي وصفت بالجوفاء ولا تعبر عن طموحات سكان الأرياف، إلا أن الحال ظلت هي الحال مثلما يقول الطيب هدار رئيس جمعية المحافظة على الثروة الحيوانية بمنطقة بن يفوا، ففي رسالة بين مجموعة الرسائل الموجهة إلى والي الولاية تحدث أهالي المنطقة عن الكهرباء الريفية وعن معاناة المنطقة من التهميش والحرمان، مطالبين والي الولاية التدخل وإقرار ما يجب في صالحهم وتزويد منطقتهم بالماء الشروب وماء السقي من خلال حفر بئرين للسقي وتجهيز البئر المنجزة من قبل المحافظة السامية لتطوير السهوب والأخرى التابعة لمديرية الري· ويؤكد محرر الرسالة أن الوالي السابق زار المنطقة ووعد بحلحلة المشاكل المطروحة ومن ذلك تجهيز البئر الموجود وانجاز بئر ثانية إلا أن شيئا لم يحدث من هذا أو ذاك· ويتطلع السكان أيضا إلى تمكينهم من حصة سكنية في إطار البرامج الموجهة لترقية الأرياف وتثبيت قاطنيها، مع الإسراع في حل مشكل عقود الملكية بوصف سكان المنطقة لا يحوزون غير عقود استصلاح· والغريب في الأمر أن مسؤول الجمعية المذكورة تلقى عدة مراسلات من مديرية الصناعة والمناجم بالولاية تفيد ببرمجة المنطقة مستقبلا في أحد البرامج الوطنية الخاصة بالكهرباء الريفية، إلا أن الأمور ظلت على حالها رغم مرور أكثر من 10 سنوات عن أول رسالة في هذا الشأن صادرة عن مديرية الصناعة والمناجم بالأغواط، الأمر الذي يتطلب من الجهات الوصية والهيئات المعنية التدخل العاجل وإقرار برامج خاصة لهذه المناطق ضمن إستراتيجية الحكومة الرامية إلى ترقية وتثبيت سكان الأريافئالذين أنهكهم عياء البحث الدائم عن مصادر التزود بالماء وصعوبة المسالك التي أثرت بشكل سلبي على حياتهم اليومية في ظل حرمان بعضهم من إمتيازات الطاقة الشمسية والكهربائية ومطالب أخرى تعينهم على ضمان العيش الكريم لعائلاتهم·