أجهضت المجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول محاولة جديدة للهجرة السرية، حيث أوقفت 18حرافا على بعد أربعة أميال من مصب وادي سيبوس شمال الساحل العنابي، كانوا يعتزمون بلوغ سواحل جزيرة سردينيا الإيطالية على متن مركب تقليدي الصنع، قبل أن تعترضهم مصالح خفر الشواطئ. وبالموازاة فتح تحقيق أمني موسع للإطاحة برؤوس شبكان تهجير الشباب المنظمة لرحلات الموت. وذكر قائد المجموعة الإقليمية، الرائد محمود شرياك ل''البلاد''، أن عملية مطاردة الفوج المذكور التي تكفلت بها الفرقة العائمة رقم 355 ''الميزار'' لم تدم سوى نصف ساعة حيث تم توقيف المترشحين للحرفة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 و37 سنة دون أي مقاومة تذكر على خلفية الوضعية المزرية التي كانوا عليها عقب التفطن إلى بعض الأعطاب التقنية للقارب التقليدي. وأضاف المتحدث أن 16 شابا من المجموعة ينحدرون من ولاية سكيكدة المجاورة في حين قدم عنصران من ولاية الشلف، مشددا على أن تحسن الأحوال الجوية دفع بعناصر المجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة إلى تكثيف الدوريات الرقابية في عرض البحر لأن موسم الاصطياف يشهد كالعادة تدفقا ملحوظا لمنظمي رحلات الهجر غير الشرعية. وعلى الصعيد نفسه كشف رئيس المحطة البحرية الرئيسية لحراس الشواطئ، عبد العزيز زايدي، أن التحريات والتحقيقات التي أجريت مع الموقوفين أظهرت أن هؤلاء الشباب وقعوا في مصيدة شبكة متخصصة في تنظيم رحلات الحرفة، حيث اعترف الشابان القادمان من ولاية الشلف بدفعهما مبلغ 8 ملايين سنتيم عن كل واحد لأحد أفراد هذه الشبكة. وهي الاعترافات نفسها التي أدلى بها باقي العناصر من ولاية سكيكدة، ليتم في الأخير الاتفاق على منطلق وموعد رحلة الإبحار من شاطئ سيدي سالم في حدود الساعة التاسعة مساء ليلة الاثنين إلى الثلاثاء. وأشار المصدر إلى التنسيق مع مصالح أمنية وقضائية لتعقب البارونات المتورطة في عمليات التهجير الجماعي للشباب نحو الضفة الشمالية للمتوسط. وبعد استكمال الإجراءات الروتينية المتعلقة بالتحقيق الابتدائي والفحص الطبي أحيل الشباب ال18 على وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة الذي حدد جلسة محاكمتهم يوم 20 جوان المقبل بعد منحهم استدعاءات مباشرة للحضور أمام هيئة المحكمة. يذكر أن عملية التوقيف الحالية تعد الثالثة من نوعها في ظرف أسبوعين بسواحل عنابة.