قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن أيام الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم أصبحت معدودة، وإنه لا يستطيع أن يبقى في السلطة إلى ما لا نهاية بالاعتماد على القوة العسكرية. وأوضح أردوغان في اجتماع في إسطنبول أمس، مخاطبا الأسد “تستطيع أن تبقى في السلطة بالدبابات والمدافع فقط لفترة معينة ليس إلا.. وسيأتي اليوم الذي سترحل فيه أنت أيضا”، مضيفا “يظهر أحدهم ويقول سأقاتل حتى الموت.. ضد من ستقاتل؟ هل ستقاتل ضد إخوتك المسلمين الذين تحكمهم في بلادك؟”، في إشارة إلى تصريحات الأسد لصحيفة “صنداي تايمز” نشرت الأحد الماضي وتوعد فيها بالقتال والموت من أجل سوريا إذا واجه تدخلا خارجيا. ودان أردوغان استخدام نظام الأسد القوة العسكرية “ضد من يطالبون بحياة كريمة في سوريا”، وأكد أنه لا يعتبر قتل الشعب السوري بالدبابات والمدافع “عملا إنسانيا”، وتساءل عن سبب رفض الأسد الوساطة الأجنبية في حل المشكلات التي تمر بها بلاده. وتتزايد انتقادات أنقرة -التي كانت حليفا لسوريا، لنظام الأسد مع ارتفاع عدد قتلى حملة القمع التي يشنها النظام السوري إلى أكثر من 3500 شخص، بحسب إحصاءات الأممالمتحدة. وأعلنت أنقرة الأسبوع الماضي وقف عمليات التنقيب المشتركة عن النفط مع سوريا، وهددت أيضا بوقف تزويد جارتها بالكهرباء. وفي السياق ذاته، تستعد جامعة الدول العربية لفرض عقوبات اقتصادية على سوريا، في خطة قالت إنها تستهدف “النظام نفسه”، من خلال شمول العقوبات 5 قطاعات اقتصادية مؤثرة. ونقلت صحيفة “الاقتصادية” السعودية أمس، عن محمد التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في الجامعة العربية، قوله إنه “سيتم خلال الأيام المقبلة طرح عدد من العقوبات التي اقترحها خبراء الجامعة ومنها السفر، التحويلات البنكية، تجميد الأموال في الدول العربية، إيقاف المشاريع القائمة في سوريا، المشاريع المشتركة، التعاملات التجارية، وتعليق عضوية دمشق في منطقة التجارة العربية الحرة”. وأشار التويجري إلى أن “أعضاء الجامعة متفقون على ضرورة ألا تطال العقوبات الاقتصادية الشعب السوري، وأن تستهدف بالدرجة الأولى النظام”. وكشف عن أن “اجتماعا استثنائيا للمجلس الاقتصادي الاجتماعي سيعقد خلال الأيام المقبلة، من المحتمل أن يكون في القاهرة، لإقرار العقوبات الاقتصادية على النظام السوري، التي تهدف إلى التضييق المالي لنظام بشار الأسد”، مشيرا إلى أن إقرار هذه العقوبات يتطلب موافقة أغلبية الدول الأعضاء. من ناحية أخرى، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل 13 شخصا في مدن سورية عدة، فيما اقتحم الجيش السوري مدعوما بقوات الأمن مدينة إدلب شمال سوريا. وفي حمص سقط خمسة قتلى بإطلاق رصاص على تظاهرات تطالب بإسقاط النظام، كما أفاد ناشطون بانقطاع الكهرباء عن المدينة منذ عشرين يوما، مما جعلها تشهد حركة نزوح كبيرة جداً باتجاه لبنان عبر معبر العريضة الحدودي. وفي إدلب سقط أربعة قتلى، كما تم قصف بلدة معرة النعمان وقصف قرية الخطاب في حماة بمضادات الطائرات. وحسب مصادر متطابقة، فقد اقتحم الجيش والأمن السوريان مناطق في محافظة إدلب صباح أمس وشنا حملة اعتقالات واسعة فيها.