هل تؤدي إفرازات الانتخابات التشريعية في المغرب إلى ترويض مطالب حركة 20 فبراير وتجاوز حتمية التغيير الراديكالي، كما تطرحها ثورات الربيع العربي، التي أسقطت ثلاثة رؤساء بالضربة القاضية لحد الآن؟ وهل ستؤدي إلى تشكيل أول مظاهر التحوّل الجديد لأدوات التغيير المتاحة أمام الشعوب في العالم العربي، بعد سنة من بدء سيلان أودية الدماء التي سالت في تونس ومصر وليبيا ولا تزال تسيل في اليمن وسوريا؟ يرى البعض أن فوز حزب العدالة والتنمية بنسبة مريحة من مقاعد البرلمان يمكن أن يمنح الحراك العربي الدائر نفسا آخر، يتّجه في عمومه نحو التغيير السلمي أو الإصلاح الهادئ ، وهذا دون اللجوء إلى مشاهد التقتيل وإراقة الدماء، خصوصا وأن المغرب على عهد الملك الحسن الثاني عرف أكثر المراحل بشاعة في التعامل مع المعارضة· وساعدت التطورات الحاصلة في مصر وليبيا على دفع الراي العام باتجاه القبول بهذا النمط السلمي في التغيير· في المقابل يرى فريق آخر أن فوز حزب العدالة والتنمية الذي خاض الانتخابات بشعار الفانوس التقليدي، يثير تساؤلات عديدة داخل المغرب وخارجه، عنوانها على رأي المغاربة أنفسهم ”دابا كتضوي”· وإذا كان لون الإنارة لفانوس الزعيم الجديد عبد الإله بن كيران أخضرا، فإنه في مفهوم القصر والمخزن يتراوح بين البرتقالي والأحمر·