أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة في ساعة متأخرة من مساء أول أمس شابا في الثلاثين من العمر يعاني من اضطرابات عقلية، بثلاث سنوات سجنا نافذا بتهمة محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، حيث وجه طعنة سكين لصاحب هاتف عمومي سببت له جروحا بليغة على مستوى الرأس، وكادت تودي بحياته· تفاصيل القضية تعود إلى شهر ماي المنصرم· وكان حي باتريس لومومبا بوسط مدينة عنابة مسرحا لها، حيث قامت مجموعة من الأشخاص مجهولة الهوية والعدد بمهاجمة المسمى (س ك) بإستعمال أسلحة بيضاء تحت جنح الظلام الدامس، لأن العصابة اقتحمت مسكن الضحية وحاولت سرقة بعض المعدات، وهي الاعتداءات التي دفعت بصاحب المنزل إلى الخروج من مسكنه، كونه لم يقو على التصدي لأفراد العصابة، على اعتبار أنه كان في حالة متقدمة من السكر، وبعد لحظات من العملية ثارت ثائرة صاحب المنزل الذي خرج مجددا إلى الشارع الرئيسي بحي باتريس لومومبا، محاولا مطاردة العصابة التي اعتدت عليه، لكنه لم يجد في طريقه سوى جاره (ع م) صاحب محل هاتف عمومي (اكسي فون)، والذي حاول إغلاق الباب الرئيسي للمحل إلا أن الحالة الهيستيرية التي كان عليها المتهم جعلته يقدم على توجيه طعنة للضحية، أصابته على مستوى الرأس· وخلال جلسة المحاكمة حاول المتهم التنصل من الأفعال التي نسبت إليه طيلة مراحل التحقيق، لاسيما أن الضحية لم يكن ضمن جماعة الأشرار التي اعتدت عليه، مشيرا إلى أن السكين الذي تم حجزه لشخص آخر يدعى إسكندر، وأنه كان يحمل سكينا آخر· أما الضحية فقد أكد أن المتهم كان قد تعرض لاعتداء من طرف جماعة أشرار، مما جعله يحاول الانتقام، في الوقت الذي ركز فيه الدفاع في مرافعاته على معاناة المتهم من مرض عقلي، ومحاولة الاستناد إلى الخبرة العقلية المنجزة من طرف أحد الأطباء العاملين بالسجن، فضلا عن خضوع المتهم للعلاج لفترة طويلة بمستشفى الرازي للأمراض العقلية بعنابة· هذا وقد التمست النيابة العامة عقوبة 15 سنة سجنا نافذا في حق المتهم، لكن بعد المداولات القانونية تم الكشف عن منطوق الحكم، القاضي بإدانة الشاب الذي يعاني من مرض عقلي بتهمة محاولة القتل، والحكم عليه بثلاث سنوات سجنا نافذا·