عاد الناقد السينمائي الليبي سليم رمضان في حديث ل”البلاد” على هامش فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان وهران للفيلم العربي، إلى الحديث عن مظاهر ”الحياة الثقافية” في عهد العقيد الراحل معمر القذافي التي كانت مختصرة في شخصه و”كتابه الأخضر”· وأوضح محدثنا أن العقيد أخذ معه بعد موته الكثير من الأسرار والمعلومات الخطيرة التي لا تتعلق بليبيا فقط، بل بدول أخرى، وكان من الأفضل، حسبه، أن يكشفها قبل أن يموت وتدفن معه· ويعتقد سليم رمضان أن مرحلة القذافي كانت أسوأ مرحلة في تاريخ الشعب الليبي الذي عاش 42 عاما من الظلم والقهر والاستعباد والكبت في جميع المجالات، بالإضافة إلى تبديد أموال الشعب وضياعها هباء؛ مما تسبب في تراجع مكانة ليبيا وتدهور اقتصادها، وهو ما أدى لاحقا إلى الفوضى وغياب ”أساسيات الدولة الحديثة”· وهنا يجزم المتحدث بأن ليبيا تكونت في العهد الإيطالي وليس تحت لواء العقيد القذافي، موضحا أن مقتل العقيد، لم يكن هدف الشعب الليبي وإنما التغيير هو ما دفع بأغلب سكان ليبيا إلى التظاهر السلمي الذي قوبل بالقتل والقمع من قبل قوات القذافي التي حولت الحراك السلمي فيما بعد إلى حرب أهلية مدمرة راح ضحيتها شباب وأبرياء ليس لهم ذنب سوى أنهم طالبوا بالحرية والعيش بكرامة· ويواصل رمضان حديثه إلينا بكثير من التأثر فيقول ”الشعب الليبي لا يتشفى في مقتل القذافي أو غيره من الطغاة·· يكفي أنه تخلص من جبروت هذا الرجل·· وبما أن القدر رسم له الموت بذلك الشكل، فليذهب إلى الجحيم لأنه ارتكب ما يكفي من الجرائم حتى يلقى هذا المصير”، كما جاء على لسانه·
وفي السياق ذاته، استذكر محدثنا بعض المحطات الهامة أثناء فترة حكم القذافي، أهمها إسهامه في مساعدة الفلسطينيين ودعم القضية الفلسطينية والأفارقة وبالمقابل حوادث اختطاف الطائرات التي يؤكد أنها كانت كلها من تدبير نظام العقيد، بالإضافة إلى ضلوعه في قضايا كثيرة من بينها محاولته تفجير ”كوبري النيل” في مصر وتفجير الطائرة الليبية التي كان على متنها مائة وخمسون شخصا، وتفجير طائرة ”لوكربي”· ورغم هذا، يقول سليم رمضان إنه ينظر بعيون متفائلة إلى مستقبل ليبيا الذي سيكون أفضل بعد رحيل العقيد ونظامه، مضيفا ”ليبيا الآن محررة، ولديها بعض المشاكل الداخلية وسوء التنظيم·· لكنها تتحسن بالتدريج”· من ناحية أخرى، قال رمضان إن الثقافة في عهد القذافي كانت تحكمها العشوائية من خلال تدمير كل دور السينما وتراجع كبير للأدب والفنون ومختلف مجالات الإبداع، موضحا أن ”النشر لم يكن متاحا إلا للكتاب الأخضر وكتب وقصص القذافي·· كان الاهتمام بالمثقفين في عهد العقيد يأخذ بعدا سياسيا·· فمن هو موالٍ للنظام يصل إلى أبعد ما يريد”· وكشف المتحدث أنه سيتم في ليبيا، إنشاء مركز السينما في شهر أفريل القادم وتنظيم مهرجان الفيلم المتوسطي بمدينة ”بنغازي”·