يرفض الجزائريون كثيرا من السلوكيات حتى وإن كانت إيجابية، فكثير من ”الرجال” يقاطعون الدخول إلى المطبخ وتلطيخ أيديهم ”الخشنة” بالصابون والأطباق بداعي أن ذلك ”مهنة نسائية خالصة···”، لكن الكثيرين من النساء ”بالكيد” و”الحيلة” أو ”الطيبة” يجبرون الرجال على ولوج عالم غسل”الصحون” بابتسامة عريضة· وفي هذا الإطار، قالت السيدة ”زكية” متزوجة منذ أكثر من أربع عشرة سنة وموظفة بإحدى الشركات في حديثها ل ”البلاد”، إن زوجها يعد شريك حياتها في السراء والضراء وبما أننا شخص واحد لابد من التعاون فيما بيننا، مؤكدة أن زوجها يساعدها في أعمال المنزل خاصة ”أن لدينا أولادا و بما أنني عاملة فوقتي ضيق ولا األحق كل الأعمال”· كما أشار ”اسماعيل ”، إلى أن مساعدة الزوجة في البيت لايعد عيبا وليس فيه انتقاص للرجولة فالمرأة ليست إنسانا آليا فمن الطبيعي مساعدتها في الأعمال المنزلية، مؤكدا أنه يساعد زوجته في ترتيب المنزل وتنظيفه خاصة في الأيام التي تكون فيه خارجا عنه· وأضافت ”سمية”، أنه إن كان خاتم الأنبياء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يساعد زوجاته في أعمال البيت فلماذا لايقوم الرجل بمساعدة زوجته، بل حتى من أجل المزاح الجميل فذلك يصفي القلوب كغسل الصحون أو طبخ أكلة الغداء أو العشاء في يوم عطلته مثلا ونفسه مطمئنة··· فعلا إنها أشياء رغم بساطتها إلا أنها تزيد من المودة بين الزوجين· وفي السياق نفسه، أشار ”جمال”، إلى أنه لايحب القيام بالأعمال المنزلية لأن هدا النوع من الأعمال مخصص للنساء غير أنه في بعض الحالات الاستثنائية أقوم بمساعدتها في حالات مرضها قائلا ”إنه في إحدى المرات لازمت زوجتي الفراش وقمت بكل الأعمال مع العلم أنه لدينا ثلاثة أطفال ومنذ دلك الوقت لازمت غسل الصحون إلى اليوم· وقال ”محمد” وهو شاب متزوج منذ سنتين، إنه لا يساعد زوجته في شغل البيت لأنه ممل وإنه متعود على ذلك منذ كان صغيرا، حيث كانت والدته تقوم بكامل عمليات التنظيف في المنزل ووالده يأتي من العمل ليأكل أو ينام· وفي الاتجاه نفسه، أكد العديد من الرجال المتزوجين أنهم لايساعدون زوجاتهم في المنزل في حين أكد ”عمر” أنه لابد من مساعدة الزوجة خصوصا في فترات الحمل وما بعد الولادة وفي حالات مرضها ففي مثل هذه الأوقات تكون المساعدة مطلوبة مما يشعر الزوجة بوجود زوجها بجانبها وليست وحدها في هذه الأوقات الصعبة· وأوضحت ”ليندة” أنه إذا كانت الزوجة تعمل فلا بد من أن يساعدها الزوج بصراحة المرأة العاملة وغير العاملة، فهي تعتبر النصف الآخر منه وليس من المعقول أن يخرجا هما الاثنان للعمل في الصباح ثم يعودا فيدخل الرجل ينام ويتركها لتحضر الطعام وتنظف المنزل، فطالما وافق على خروجها للعمل لابد أن يساعدها في شغل البيت· وفي الاتجاه ذاته، أكدت الدكتورة المختصة في علم الاجتماع ليلى لوناس في تصريح ل ”البلاد”، أن الحياة الاجتماعية باتت قائمة بشكل أو بآخر على الشراكة بين الرجل والمرأة اجتماعيا أو اقتصاديا بعد أن كانت حكرا على الرجل فقط خصوصا في الجانب المادي، لكن المرأة أصبحت شريكة معه في تحمل أعباء الحياة المادية لتحقيق المزيد من الرفاهية للعائلة، لكن في المقابل ورغم هذا التطور في دور المرأة في المجتمع، أوضحت المتحدثة نفسها أن أغلب الرجال لا يزالون يترددون في مساعدة المرأة في الأشغال المنزلية وإذا حصل ذلك يكون ضمن حدود معينة· وأرجعت الدكتورة سبب عدم مساعدة الزوج لزوجته إلى شعوره بالانتقاص في رجولته لدى البعض منهم والبعض الأخر يرجع سببه إلى ”عادة” تربى عليها منذ الصغر·