لاتزال 15 عائلة من ولايتي سكيكدة وعنابة تعيش على فاجعة اختفاء أبنائها منذ السابع عشر من شهر أوت الماضي، وسط ورود أخبار عن هلاكهم في عرض البحر خاصة أن كل الاتصالات انقطعت مع ذويهم منذ رحليهم في ليلة مظلمة من الصيف المنصرم· لا تزال عائلات الحرافة المفقودين تبحث عن أخبار أبنائها وتتنقل بين ولاية وأخرى بحثا عن معلومة تطفئ حرقتهم التي اشتعلت منذ حوالي ستة أشهر· واستنادا إلى تصريحات أدلى بها ذووهم ل”البلاد”، فإن أبناءهم خرجوا في 17 أوت الماضي في رحلة هجرة غير شرعية تبقى تفاصيلها غامضة إلى غاية اليوم· وقد غادروا شواطئ المرسىبسكيكدة نحو إيطاليا ليقذف بهم القدر نحو وجهة مجهولة لم تتضح معالمها بعد، بالرغم من أنه تمئفي الثاني عشر من سبتمبر العثور على جثتي الشابين (غ·ب) و(ب·ل) بسواحل ولاية بجاية داخل الزورق الذي نقلهم في تلك الرحلة التي قادتهم عبر أمواج البحر وقذفت بضحية أخرى في اليوم الموالي الموافق للثالث عشر من الشهر ذاته عندما عثر بسواحل ولاية جيجل على جثة يشتبه في أن تكون ل(س·أ)، الأمر الذي لم يتأكد لحد الآن في انتظار نتائج تحليل الحمض النووي التي لم يكشف عنها إلى غاية يومنا هذا· في الوقت الذي يبقى مصير خمسة عشر شابا مجهولين إلى غاية يومنا هذا، وتبقى عائلاتهم تذرف الدموع منتظرة خبر ذويهم· هؤلاء الذين علقت آمالهم بمستقبل ارتبط بديار الغربة التي أبى القدر أن يعرفها رفقاؤهم الذين انتشلت جثثهم عبر السواحل الواحدة تلو الأخرى· وبالرغم من مرور حوالي ستة أشهر على فقدان الحراقة إلا أن الجهات المعنية لم تستطع التوصل إلى دليل يقودهم إليهم أو يفك لغز الزورق الذي عثر عليه دون راكبيه· هذا اللغز الذي طالبت عائلات الحرافة المفقودين بحله ومساهمة الجهات المعنية في كشف الحقيقة عنه من بإبراز الهواتف النقالة التي عثر عليها داخل الزورق وتحليل بيانات جهاز ”الجي بي أس”، إضافة إلى تسريع عمليات الكشف عن نتائج تحاليل الحمض النووي الخاصة بالجثث المشتبه بها·