يئست من استرجاع الحركة وأيقنت من اعتماد الحزب الجديد جماعة قادري تفاوضت على المراتب الأولى في قوائم التشريعيات يرتقب أن يعلن نهاية الأسبوع ميلود قادري ورفقاؤه من خصوم حملاوي عكوشي الأمين لحركة الإصلاح الوطني ومن معه، الالتحاق النهائي للجماعة المناوئة للشرعية القانونية في الإصلاح بالحزب الجديد للشيخ عبد الله جاب الله ”جبهة العدالة والتنمية” لقاء شرط واحد ووحيد وهو الترشح في المراتب الأولى لقوائم تشريعات ماي المقبل في انتظار الاندماج النهائي بعد الانتخابات في القيادية للحزب حسبما ما أكدته مصادر على اطلاع بما يدور في بيت العدالة والتنمية خاصة بعدما ترجح إلى حد ”اليقين” حصول جبهة العدالة والتنمية على الاعتماد السياسي إلا إذا انقلبت المعطيات بعدما كان الأمر مجرد أمل قبل الإعلان عن الإصلاحات· ويأتي صرف نظر جماعة النائب السابق لحركة الإصلاح في البرلمان ممثلا لولاية المسيلة عن الإصلاح الوطني بعد استنفاد كل مساعي السيطرة على حركة الإصلاح الوطني وكان آخرها الفشل في عقد مؤتمر استثنائي لتعذر الحصول على الترخيص الرسمي من الجهات الوصية وما تخلل ذلك من ”كر وفر في معارك حيازة أقفال المقر المركزي للإصلاح في بلوزداد وأختام الحركة” أسفرت المعارك ذاتها عن وقوع صدامات انتهت بين إخوة تجاوزوا حدود الخصومة السياسية إلى ”عداوة” أريقت فيها دماء، فضلا عن التصريحات والتصريحات المضادة في وسائل الإعلام المختلفة· فيما يبقى التساؤل عن سر خروج الخلاف بين الطرفين إلى العلن والأبعاد المثيرة للجدل التي آل إليها بما شكله من سابقة أخرى من سوابق ”مأساة السياسة والساسة” في الجزائر عامة والتيار الإسلامي خاصة عشية افتتاح موسم السباق إلى مقاعد البرلمان من قبيل العبث الإعلامي والسياسي على حد سواء، إلا أن جوهر الأمور يدعو إلى التساؤل إن كانت المراتب الأولى في قوائم جبهة العدالة والتنمية تقبل القسمة على اثنين طالما ”القيمة السياسية لقادري ومن معه وحتى لغير هؤلاء” في قوائم الشيخ جاب الله ستكون من قيمة ”عود الأراك في الحجاز” فيما يبقى غني عن القول إن جماعة قادري كلها ومعهم جماعة عكوشي حاليا، كانت قد فشلت في الاحتفاظ على مقاعدها بالبرلمان تحت مظلة الإصلاح في تشريعيات 2007 بعدما حسم الصراع في أروقة القضاء على قيادة الحركة بين جاب الله وبولحية آنذاك لصالح هذا الأخير رئيسا لحركة الإصلاح الوطني مما يدعو إلى ترجيح الاعتقاد بأن مهر القوائم الانتخابية بصورة الشيخ كاف لتحقيق الغرض الانتخابي سواء تصدر القائمة قادري أو عمر من جبهة العدالة والتنمية وهذا ما أكدته التجارب الانتخابية السابقة· وإذا كان الشيخ عبد الله جاب الله سيواجه عقبة القسمة الصعبة للمراتب الأولى في قوائم جبهة العدالة والتنمية بين ”الوافدين بعد الفتح السياسي” و بين ”السابقين” فإن الوافدين هم كذلك سيدعون لتجاوز العقبة الكأداء لإقناع ”المثاليون” من القواعد النضالية التي التحقت بهم خروجا من الإصلاح الوطني بقيادة عكوشي بجدوى الالتحاق بجاب الله بعد كل ما وقع منذ 2004 إن كان هذا الأخير كما قال قادري في تصريحات إعلامية يتقاطع مع جهيد يونسي عند نقطة الديكتاتورية! وإن اعتبر ميلود أن ديكتاتورية الأول أرحم من ديكتاتورية الثاني ومع ذلك قد يحول التحاق جماعة قادري بجاب الله دون تحول مأساة تفتيت المفتت من التيار الإسلامي إلى قدر مقدور بعدما فشل هؤلاء الاسلاميون في التأسي ب”جاك دولور” عملاق الحزب الاشتراكي الفرنسي ووالد الأمينة العامة للحزب حاليا ”مارتين أوبري” الذي عاد إلى القواعد يناضل متنقلا بين الجماعات الأوروبية وعواصمها، مبشرا بالأفكار الاشتراكية رغم تقدمه في السن، رافضا أن يزاحم على المناصب والمقاعد والمسؤوليات في الحزب وهو الذي عانق من هذه المناصب القمم·