هدد عمارة بن يونس بكشف ما اعتبره فضائح تسيير الإسلاميين للبلديات والوزارات، وقال مشككا في نزاهة الإسلاميين إن هؤلاء ليسوا أقل سوءا من غيرهم إلا أنه لم يقل على أمواج الإذاعة الوطنية الثالثة إن كان سيتحدث في الحملة الانتخابية كما توعد عن تسييره لوزارتي الصحة والأشغال العمومية! وتسيير أقرانه ”الإديولوجيين” في الوزارات والبلديات وغيرها من المؤسسات الأخرى، إلا إذا كان بن يونس يرى أن الإسلاميين في الجزائر هم العلامة المسجلة للفساد وعنوانه أو أن بن يونس الذي انشق عن الأرسيدي يتحدث من موقع خبير بأصل الفساد المالي والسياسي قبل أن ينتهي الى الجزم بأن الإسلاميين في الجزائر وغيرها طينة واحدة· ولم يجد بن يونس من حرج في اتهام جهات لم يحددها بالتسويق لحتمية فوز الإسلاميين في الجزائر بأن الانتخابات التشريعية ستكون مزورة وذلك لثني غيرهم عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي· وكأن بن يونس يريد المسكوت عنه من حديثه وهو بممارسة بالبوليتيكا تحميل هذه الجهات التي لم يحددها مسؤولية العزوف الانتخابي الذي مازال يشكل المعضلة الأساسية في الحياة السياسية، رافضا الإفصاح عما هو راسخ في أعماق قناعته عن الأسباب الحقيقية للعزوف ورأي الجزائريين من الانتخابات في شكلها الحالي، فيما لم يجد بن يونس حرجا في الادعاء وهو في عصر الرقمنة بأن الانتخابات التونسية والمغربية وكذا المصرية شهدت عزوفا كبيرا وهو ما أدى الى فوز الإسلاميين برأي بن يونس، واستعدادا لخوضه غمار الحملة الانتخابية راح بن يونس ايقررب مسبقا نزاهة العملية الانتخابية نافيا نزاهتها من أي عيب قد يشوبها وذلك قبل حوالي أربعة أشهر من الانتخابات وحتى قبل أن يحصل بن يونس اعتماد حزبه الاتحاد من أجل الديمقراطية الجمهورية· وواصل بن يونس الذي اتخذ من استعداء الإسلاميين دون غيرهم وبالمجان حرفة لعلها توصله الى البرلمان بعدما فشل المرة الأولى في انتخابات 2007 من افتكاك مقعد واحد ووحيد لحزبه ولو كان مقعده هو بعدما ترشح متحالفا مع حزب رضا مالك معتمدا على منطق أعرج حين دعا الجزائريين الى المشاركة القوية في الانتخابات لأن مقاطعتهم برأي بن يونس ستعزز من حظوظ فوز الاسلاميين في التشريعيات فيما يبقى التساؤل إن كان بن يونس يعتقد حقا أن المشاركة القوية للجزائريين لن يستفيد منها الإسلاميون· ودعا بن يونس قوى التغريب والعلمنة في الجزائر الى تشكيل قوائم موحدة في الانتخابات المقبلة، مؤكدا استعداده للدخول في تحالف مع القوى العلمانية التغربية لقطع الطريق على الإسلاميين الى البرلمان، فيما كشف أن حزبه الذي ينتظر الاعتماد سيعقد مؤتمرا استثنائيا لتجديد الهياكل القيادية·