حظوظ تكرار سيناريو فوز الإخوان في الانتخابات التشريعية منعدمة أكد ناصر جابي، الأستاذ والباحث في علم الاجتماع، أن “الإسلاميين في الجزائر لا يخيفون النظام لأن لديهم نزعة الاندماج في اللعبة السياسية واحتمال تكرار سيناريو الانتخابات وفوز الإخوان مثلما حدث في تونس أو مصر أو المغرب حظوظه قليلة إن لم نقل منعدمة تماما كون الأحزاب الإسلامية في الجزائر سبق لها وأن شاركت في الحكم على غرار حمس أو النهضة“. وأوضح ناصر جابي وهو يتحدث عن ضرورة نزاهة وشفافية الانتخابات التشريعية المقبلة، لما لها من انعكاسات على استقرار الجزائر خلال السنوات المقبلة، أن الخريطة السياسية ستتغير حتما وأن “أحزاب مثل حركة حمس أو النهضة أو الإصلاح هي أحزاب سياسية تعيش على وقع الانقسامات وهي مكونة من قياديين على شاكلة نقباء لهم نفس المواصفات ونفس التأهيل وتملك القليل من الجنود”، ويبقى الحزب الوحيد الذي بإمكانه تحقيق نتائج جيدة - حسب المتحدث - هو حزب جاب الله، شريطة أن لا يدخل التشريعيات المقبلة كونها ستكون في غير صالحه، لأنه يحتاج إلى تحالفات وحضور. كما توقع عودة حزب جبهة القوى الاشتراكية “الأفافاس” الذي قال بشأنه “غيابه عن التسيير وابتعاده عن السلطة سيعطيه مصداقية أكبر من غريمه الأرسيدي وحتى حزب عمارة بن يونس الذي يحاول مزاحمتهما في منطقة القبائل”. وتصور الأستاذ جابي سيناريوهين للجزائر تحدث عنهما بصفة موجزة خلال المحاضرة التي نظمها أمس مركز “أمل الأمة للبحوث والدراسات الاستراتيجية”، حول موضوع “موقع الجزائر من التحولات السياسية الجارية في محيطها الإقليمي”، وقال إن السيناريو الأول قد يكون سلسا وغير عنيف ويتمثل في انتقال السلطة من الجيل الأول الممثل لجيل الاستقلال الآيل للانقراض بيولوجيا، إلى الجيل الثاني وهو الجيل الذي يسير الجزائر الفعلية لكن لا يملك قرارات”. وفي شرحه للسيناريو الثاني قال جابي “إن عدم ضمان نزاهة الانتخابات المقبلة سيمهد الطريق للسيناريو الثاني وهو الأكثر عنفا ويتمثل في انتقال السلطة من الجيل الأول إلى الجيل الثالث الذي يكره الجيل الأول ولا يعترف بتضحياته ويشكك حتى في قيمه الأساسية، وهو جيل - حسب الباحث - لا يعرف سوى لغة الإضرابات ولاحتجاجات وفشل السيناريو الأول سيؤدي حتما إلى السيناريو الثاني”.