بدأت النزاعات تتفشى داخل ”الجيش الحر” في صراع على قيادته بعد انشقاق رتب أعلى من مؤسسه رياض الأسعد، بيد أن خلافات المعارَضة وصلت أيضاً إلى حد اتهام المعارِضة لمى الأتاسي، برهان غليون ب”مثير الفتن” و”الساعي إلى الزعامة”· وأثار مقتل ضابط برتبة عميد في الأمن العسكري السوري وضابط برتبة ملازم، إضافة إلى ماحصل في الزبداني، في ريف دمشق، من انسحاب للجيش الحكومي وانتصار الجيش الحر، أسئلة عن عسكرة الثورة في سوريا، وهل أخذت منحى جديدًا مع اقتراب مرور عام على بدئها؟· ويرى البعض أن ”عسكرة الثورة بدأ منذ شهور، وأنه أمر واقع، رغم القول إنها مظاهر فردية”، فيما يؤكد آخرون ”أن عسكرة الثورة مصطلح لا يناسب ما يحصل في سوريا، فالسلاح بين أيدي البعض هو رد فعل طبيعي على قمع النظام الحاكم، إضافة إلى أنه مستقبل حتمي”· ووسط هذا المشهد، يبدو الجيش السوري الحر أشبه ما يكون في امتحان صعب، فمن جهة عاود اللقاء مع أعضاء المجلس الوطني السوري الذين يؤكدون على سلمية الثورة، ومن جهة أخرى حصل انشقاق ضباط أعلى رتبة من العقيد رياض الأسعد، الأمر الذي يثير تساؤلات حول أحقية القيادة في الجيش الحر· وظهر هذا الخلاف على السطح، ما استدعى وساطات عديدة، يبدو أنها نجحت في تأجيل إعلان المجلس العسكري الأعلى، الذي سيقوده العميد المنشق مصطفى الشيخ الأعلى رتبة· أوضح الناشط عبد الرحمن الخطيب ”أن الخلافات بين ضباط الجيش الحر بدأت، والسبب الرئيس هو طلب بعض الضباط المنشقين الأعلى رتبة أن يكونوا قادة لهذا الجيش، بينما يرفض العقيد رياض الأسعد، ووجهة نظره أن له الأقدمية بعد حسين هرموش، وأنه من ضحّى بنفسه وبيته وعائلته، وكان أول المنشقين”· والسبب الآخر شعورهم بالغبن في توزيع المساعدات على المنشقين، وهذا الأمر ربما ”لا يدركه بعضهم بأن ما يصل إلى رياض الأسعد أصبح أقل من القليل، بعد إغلاق حساب الجيش الحر في تركيا”· ورأى الخطيب، وفق تقرير لموقع ”إيلاف” الإخباري ”أن الأسعد محق في وجهة نظره، وهم محقون أيضا، لأن من حقهم أن يكون لهم ما يكفيهم بعد انشقاقهم، إضافة إلى أن هناك رتبا منشقة وصلت إلى عميد”· إلا أنه اعتبر أن المشكلة الأكبر هي عملية التخوين في ما بينهم، معلقا أن ”هذا ما كان ينقص الشعب والثورة”، ودعا ”من لديه ذرة من الوطنية أن يتدخل من أجل توحيد الصفوف، وكفانا تفرقة بين معارضة الداخل والخارج، وبين أعضاء المجلس، وبين السوريين من الطوائف المختلفة”·
وفي الأثناء، لوحت الولاياتالمتحدة بإمكانية إغلاق سفارتها في سوريا قريبا ونقل جميع موظفيها بسبب تدهور الوضع الأمني، معربة عن اعتقادها أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد يسيطر بشكل كامل على البلاد بعد عشرة أشهر من الاحتجاجات· وقال مسؤولون أمريكيون إنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن إغلاق السفارة وهي خطوة قد تؤدي إلى تفاقم التوترات بين واشنطنودمشق·
من ناحية أخرى، أشارت إحصاءات لنشطاء سوريين إلى أن عدد ضحايا الاحتجاجات الذين قضوا على أيدي السلطات السورية، زاد على 6522 قتيلا خلال 309 أيام، معظمهم من المدنيين، فيما أشارت مصادر حقوقية إلى اختفاء أكثر من 4000 شخص لدى المعتقلات والسجون السورية· وبحسب موقع إلكتروني متخصص في إحصاء عدد قتلى الاحتجاجات في سوريا، فإن عدد الذين قضوا على أيدي الجيش وقوات الأمن وجهات موالية للحكومة السورية بلغ 6522 قتيلا حتى ال 17 جانفي الجاري، فيما قُتل نحو 45 آخرون خلال اليومين الماضيين حسب مصادر أخرى·