بات المغرب قريبا من العودة إلى عضوية ”الاتحاد الأفريقي”، حيث يجري حاليا وفد، يقوده سعد الدين العثماني، وزير خارجية المغرب، محادثات مع القادة الأفارقة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي تنعقد فيها القمة الإفريقية، وتنصب هذه المحادثات حول عودة بلاده إلى المنظمة، بعد غياب دام 28 سنة· وأجرى العثماني، أول أمس، وفق تقرير لصحيفة ”الشرق الأوسط” نشر أمس، محادثات مع رئيس بنين، توماس بوني ياي، الذي انتخب رئيسا للاتحاد الإفريقي لمدة سنة، وخلال هذا اللقاء طرح رئيس بنين مسألة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي· وكان العثماني قد أجرى قبل ذلك محادثات مع رؤساء ساحل العاج والكونغو وغينيا الاستوائية والغابون وبوركينا فاسو، كما طرح موضوع عودة المغرب خلال لقاء عقده العثماني، أمس، مع الحسن وتارا، رئيس ساحل العاج، الذي بحث معه زيارة يعتزم وتارا القيام بها إلى المغرب في مارس المقبل، ويشارك المغاربة بوحدة عسكرية تضم 800 عسكري، ضمن قوات حفظ السلام الأممية في ساحل العاج· وفي السياق ذاته، أعلن بليز كومباوري، رئيس بوركينا فاسو، أن بلاده تعتزم اتخاذ مبادرة لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وأثنى العثماني على هذه المبادرة، معلنا تجاوب بلاده معها· وقالت مصادر مغربية مطلعة، وفق تقرير الصحيفة، إن المغرب أصبح حاليا في وضعية ”نصف عضوية” ذلك أن الوفد المغربي يجري تحركات واسعة في أديس أبابا، ويعقد لقاءات واجتماعات كثيفة، ويغيب فقط عن الجلسات الرسمية للاتحاد الإفريقي· من ناحية أخرى، كان المغرب قد انسحب من منظمة الوحدة الإفريقية التي حل محلها ”الاتحاد الإفريقي” في سبتمبر ,1984 وذلك إثر قبول المنظمة في عضويتها جبهة البوليساريو· ومنذ ذلك الوقت ظلت عضويته معلقة في المنظمة، ثم في الاتحاد الإفريقي الذي تأسس بعد ذلك· ويطالب المغاربة بضرورة طرد البوليساريو كشرط لعودتهم للاتحاد الإفريقي، بينما لم يكن المغرب يحضر اللقاءات والقمم الإفريقية، لكن خلال الأربع سنوات الأخيرة تغير الوضع، إذ أصبح وفدا حكوميا يشارك في اللقاءات الإفريقية، لكن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها وفد يقوده وزير الخارجية شخصيا لإجراء اتصالات مع القادة الأفارقة، ووصفت مصادر رسمية مغربية في الرباط زيارة العثماني إلى أديس أبابا بأنها ”زيارة عمل وهي زيارة بدأها وزير الخارجية المغربي منذ يوم السبت الماضي على رأس وفد يضم علي عاشور، مدير مكتبه، وعبد اللطيف بندحان، مدير الشؤون الإفريقية في الخارجية المغربية، وإيماني يوسف، المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، التابعة للخارجية·